يمكن أن يكون التقدم في العمر أمراً صعباً، و لكنه يمثل تحدياً خاصاً عندما يكون هذا الشخص هو أحد الوالدين، حيث تصبح رعاية الوالدين المسنين حينها واجب محتم.
فبمرور الوقت، يمكن أن تنقلب الأدوار مدى الحياة و يصبح الوالد – الذي قضى حياته في رعاية طفل – هو الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة.
و لكن رعاية الوالدين المسنين تستلزم نقلهم و إصطحابهم معهم إلى منازلهم، و هذا قد يكون من الأمور الصعبة على الآباء المسنين لما فيه من تغيير لترتيبات معيشتهم التى إعتادوا عليها.
و غالباً ما يرغب كبار السن البقاء في منازلهم و الحفاظ على إستقلاليتهم، و قد لا يرغب الإبن في الدخول فى صراع مع أحد الوالدين المصمم على العيش بمفرده.
و لكن في بعض الأحيان تكون تلك هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على سلامتهم و صحتهم و توفير الرعاية و الدعم.
و قد يأتي وقت يجب فيه تغيير أسلوب الحياة من أجل سلامة الوالدين و رفاهيتهم.
٩ علامات تشير لضرورة رعاية الوالدين المسنين و مساعدتهم
قد يكون من الصعب معرفة متى يحتاج أحد الوالدين المسنين للمساعدة، و متى يجب رعاية الأبناء للوالدين و مرافقتهم.
و هذه بعض العلامات التي تفيد بأن أحد الوالدين ربما لا يجب أن يعيش بمفرده بعد الآن.
١.إذا فقدوا وزنهم فجأة
إذا لاحظت أن أحد والديك يبدو أنحف من المعتاد، فهذا علامة على أنه لا يتناول طعاماً جيداً، مما قد يكون علامة على بداية مرض إدراكي.
فالأشخاص الذين يعانون من ضعف في الذاكرة مثل مرض الزهايمر، غالباً ما ينسون تناول وجبات معينة.
كما ينسون كيفية طهي طعامهم بشكل صحيح مما يتسبب في فقدان الوزن.
إذا كان هذا هو الحال، فيجب مناقشة إمكانية توفير مرافق لهم منزلي للتأكد من حصولهم على التغذية الكافية كل يوم.
يمكنك أيضاً التفكير في نقله إلى منزلك إذا كان ذلك ممكناً أو إرساله إلى دار لرعاية المسنين لتلقى الرعاية.
٢. عدم إهتمامهم بنظافتهم الشخصية
بالنسبة لشخص مصاب بالخرف أو مرض الزهايمر، قد يكون تَذَكُر خطوات الإستحمام كل يوم أمراً صعباً بالنسبه له.
و قد يكون من الصعب عليهم فهم سبب حاجتهم للإستحمام و كيفية القيام بذلك، فيتركوا أنفسهم مع روتين غير صحي.
٣. عدم القدرة على الذهاب إلى الأماكن المألوفة
يجب أن يكون من السهل على الوالدين تذكر الأماكن الشائعة المألوفة مثل محل البقالة أو البنك أو مكان العبادة.
فإذا وجدت أنه لم يعد بإمكانهم تَذَكُر هذه الوجهات، و يضلون طريقهم، فهذه إشارة حمراء كبيرة على وجود خطأ ما.
فإذا لم يعد بإمكانك الوثوق بقدرة الوالدين على التنقل في منطقتهم، فقد يكون الوقت حان لمناقشة ضرورة الحصول على المساعدة.
٤. إذا كان منزلهم يمتلىء بأظرف البريد
إن أكواماً من البريد غير المفتوح مؤشراً واضحاً آخر على ضعف الإدراك.
قد تجد أظرف بريد غير مفتوحة من دائنين أو من المؤسسات الخيرية التي لم يعتاد والداك التبرع لها عادةً.
يمكن أن تكون هذه علامة حمراء أنهم فقدوا السيطرة على الإنفاق السوي، و الذي يمكن أن يدفعهم إلى فقد جميع أموالهم بسرعة إذا لم يلاحظ أحد.
٥. إذا لاحظت تغيرات في منزلهم
يفسر بيتر ليشتنبرغ مدير معهد علم الشيخوخة، أن المنزل المزدحم ليس بالضرورة علامة سيئة إذا كان والدك دائماً فوضوياً.
و لكن إذا أصبحوا فوضويين فجأة بعد عمر أعتادوا فيه على النظام، فقد يكون ذلك علامة على مشكلة أساسية.
بالإضافة إلى ذلك، إحترس من الأشياء التي تظهر في أماكن غريبة بالمنزل، مثل الحليب في غسالة الصحون بدلاً من الثلاجة.
هذه التغييرات من أوضح علامات الخرف، و تكون دليلاً على أن الشخص لم يعد في وضع آمناً ليكون بمفرده بالمنزل.
٦. إذا تغيرت عاداتهم على الإنترنت
بالنسبة للذين لديهم آباء ماهرون بالإنترنت، أبحث عن أي عادات غريبة أو غير عادية لهم على الإنترنت، حيث قد تشير للخرف.
فالمسنين الذين يتدهورون عقلياً يواجهون خطراً حقيقياً يتمثل في طلب أشياء لا يحتاجونها، أو التورط بالديون، أو مواجهة سرقة الهوية.
يجب على الأبناء أيضاً إلقاء نظرة لحساباتهم على فيسبوك أو غيرها من وسائل التواصل الإجتماعي للتأكد من أنهم لا يصادفون أشخاصاً قد يكونون خطرين.
و هذه مشكلة شائعة للأشخاص الذين يعانون من إضطرابات معرفية، حيث يصعب عليهم معرفة الصديق من العدو.
٧. إذا كانوا دائماً مرهقون
يمكن للخرف و الزهايمر و الحالات المزمنة الأخرى أن تعطل الساعة البيولوجية، فيبقى الشخص مستيقظاً طوال الليل و نعسان طوال اليوم.
فالنوم أمر حيوي تماماً لكل من الوظائف المعرفية و الجسدية، و قد تكون الحالة الصحية هي سبب عدم نومهم.
لذلك يمكن التفكير في مزيد من الإشراف أو المساعدة و ضرورة رعاية الأبناء للوالدين و عرضهم عالطبيب .
فقد يستفيد والديك أيضاً من رؤية طبيب نفسي للمسنين يمكنه المساعدة في حل مشاكل النوم.
٨. إذا لاحظت لديهم مجموعة غريبة من الأدوية الجديدة
إذا امتلأت خزانة دواء والديك فجأة بأدوية غير عادية أو ربما غير ضرورية، يمكن أن يكون مؤشر على المرض.
فالعديد من المسنين الذين يعانون من أمراض مثل الزهايمر يسيئون إستخدام الأدوية بالخطأ، و يحاولون علاج شيء غير موجود.
و أيضاً يجب التأكد من أن والديك يتناولان الأدوية التي يحتاجان إليها، و أنهما يتناولانها في الأوقات المناسبة.
فإذا كانت الأدوية التي يبلغ عمرها شهراً كما هي بالكامل، فقد يكون ذلك بسبب أنه لم يعد بإمكانهم تذكر تناولها.
٩. إذا أصبحوا عدوانيين
هناك العديد من حالات الشيخوخة تتدهور شخصيتهم و يصبحوا عدوانيين، و يصل الأمر لشراء البنادق للإحتفاظ بها في منزلهم للحماية، حتى لو لم يكن لديهم مسدساً من قبل.
فمرض مثل الخرف، يجعل الأشخاص قتاليين أو مشتبهين بمن حولهم – بما في ذلك العائلة – و لا يمكنهم تمييز من يحاول المساعدة و من يحاول إيذائهم.
يمكن أن يكون إمتلاك مسدس في المنزل (أو أي سلاح آخر) أمراً خطيراً للغاية بالنسبة لشخص يعاني من مشكلة معرفية.
لذلك فهذه علامة هامة على أنه لا يجب أن يعيشوا أبداً بمفردهم.
كيف تقنع والدك المسن أن لا يعيش بمفرده؟
قد يكون من الصعب إظهار الرغبة في وجود مساعد في المنزل أو نقل والديك إلى دار مسنين أو توفير مرافق للعيش دائماً معهم.
يجب التعامل مع الموضوع بدقة و إختيار الوقت المناسب لمناقشة ضرورة إنتقالهم، ليكونوا على إستعداد للإستماع حتى لا يقابلوا الطلب بالرفض.
أعرض الموضوع بدون ضغط أو إصرار حتى لا يشعروا أن رأيهم ليس مهماً و ليعلموا أن لديهم فرصة الإختيار.
أسألهم كيف يشعرون و ما هي أهدافهم؟ و هل لاحظوا أي تغييرات في سلوكهم مؤخراً؟
يمكن أن تعرض عليهم تجربة قضاء بعض الوقت معك فى منزلك لفترة وجيزة حتى يعتادوا الأمر.
و من هنا، يمكنك تقديم فكرة الحصول على المساعدة، موضحاً أنها خطوة أولى ذكية لتحقيق راحتهم و أهدافهم.
و غالباً لا يفهم الأشخاص المسنين الذين لديهم مشكلة في الإدراك أن هناك خطأ ما، لذلك من المهم أن تأخذ الأمور ببطء و أن تأخذ بعين الإعتبار وجهة نظرهم.
