كيف تحقق التوازن بين العمل و الحياة ؟
فى الوقت الحاضر يشعر الكثير من الناس أن التوازن بين العمل و الحياة أصبح أمرا صعب تحقيقه،
ويشعر الكثير منا بأن عليهم الإستنساخ لتوافر عدة نسخ منهم ليكونوا قادرين على تلبية متطلبات حياتهم.
أنت تتعرض بإستمرار لجميع أنواع التوقعات من جميع الجهات.
يطلب المدير أداءَ فائقًا فى أقصر وقت ممكن، و يطلب منك العمل الإضافي كأنه أمر طبيعي
و فى نفس الوقت تحتاج عائلتك لوقتك و إهتمامك، و ترغب فى بناء شئ ما لنفسك، و متابعة هواياتك
و لا تهمل أصدقائك، و بالطبع تحقيق أهدافنا و رغباتنا، و بالتالي ستشعر بعدم الرضا.
و لذلك نقدم لك فى السطور القادمة في موقعنا موقع مقالات سنتعرف علي طريقة تحقيق التوازن بين العمل و الحياة حتى تضمن التوازن فى حياتك و ليس هذا فقط بل أيضا ً السعادة و الرضا …
تم تطوير هذا النموذج للتوازن فى الحياة فى الأصل من قبل الطبيب النفسي الإيراني نصرت بيشكيان.
و الذي كان يؤكد أن هناك مجالات فى الحياة و كل مجال بدوره يؤثر على مدي الرضا، السعادة و التوتر الذي يشعر به الإنسان، كذلك عدم التوازن ربما يجلب الضغط و المرض.
٤ خطوات لتحقيق نظرية الطبيب نصرت بيشكيان للوصول إلي التوازن بين العمل و الحياة
١- المهنة و المال
بالنسبة للكثيرين، يعد العمل جزءًا كبيرًا جدًا من الحياة، حيث لا يتم استثمار الكثير من الوقت فيه فحسب، بل الكثير من الطاقة و الأمل.
نظرًا للتوقعات، يمكن أن يكون جانب العمل و المال مرضيًا تمامًا لكنه يوفر أيضًا إمكانية كبيرة للإحباط.
لذلك يجب عليك أن تجاوب على تلك الأسئلة :
- هل عملي ينفعني؟
- هل أنا قادر على التحديات؟
- هل أكسب ما يكفي من المال؟
- عل لدي رصيد كافِ لعلمي؟
٢- الإتصالات العائلية و الإجتماعية
تشكل الأسرة و الشركاء و الأطفال و الأصدقاء و المعارف و الزملاء أيضًا البيئة الإجتماعية للشخص و يمكن أن تكون دعمًا مهمًا فى سعيك للتقدم.
من ناحية آخري، إذا لم تكن هناك اتصالات اجتماعية أو إذا أنتهي بمك المطاف فى بيئة سلبية، فقد يؤدي ذلك إلي الضغط أو الشعور بالعزلة.
لذلك يجب عليك أن تجاوب على تلك الأسئلة :
- كم عدد الأصدقاء و المعارف لديك؟
- هل يمكنني الإعتماد على بيئتي الإجتماعية؟
- هل أقابل أشخاصُا مهمين فى حياتي كثيرًا بما يكفي؟
- هل هناك كثير من الحجج؟
- هل أشعر بالأمان معهم؟
٣- الصحة و اللياقة
يتضمن هذا الجانب فى الحياة جميع الموضوعات المتعلقة بالجسم. الصحة هى المجال الأكثر أهمية
و لكنها تتعلق أيضًا بنظامك الغذائي و اللياقة البدنية و العقلية، و أخيرًا و ليس آخرًا، الإسترخاء بعد مراحل مضنية.
لذلك يجب عليك أن تجاوب على تلك الأسئلة :
- كيف تشعر؟
- هل تمارس الرياضة بإنتظام؟
- ماذا تفعل لصحتك؟
- هل تسمح لنفسك الوقت الكافي لنفسك؟
- هل أنت حذر مع نفسك؟
٤- المعنى و الثقافة
كل شخص يبحث عن معني فى حياته و أفعاله، مثلما يمثل كل شخص قيمه الخاصة التى تشكل شخصيته.
و لكن إذا لم يكن هناك مثل هذا الشعور أو كنت لا تعرف ما الذي تعمل من أجله، فسوف تواجه الإرتباك و الإحباط.
لذلك يجب عليك أن تجاوب على تلك الأسئلة :
- ماذا تريد تحقيقه؟
- ما الأكثر قيمة لك؟
- من أين تستمد القوة؟
- ماذا تتمني لمستقبلك؟
تحقيق التوازن بين جانبي العمل و الحياة للوصول لشعور الرضا :
وفقًا لنموذج توان الحياة، يشعر الشخص بالرضا عن حياته و يعاني ضغط أقل عندما تكون الجوانب الأربعة متوازنة.
و مع ذلك، لا توجد قواعد محددة تحدد متى يحدث توازن فى الحياة تحديدًا.
لذلك سيكون من الخطأ الإفتراض ببساطة أنه يجب عليك إعطاء كل جانب فى نفس الوقت و نفس الإهتمام لتحقيق التوازن المطلوب.
بدلًا من ذلك، يعتمد التوازن على شخصيتك و حالتمك الخاصة و كذلك احتياجاتك الخاصة.
يمكن للجميع استخدام الأركان الأربعة بشكل مختلف فكل منا يختلف عن الآخر، بينما يفكر البعض أكثر فى الوظيفة و يأملون فى التقدم الوظيفي.
قد يركز البعض الآخر بشكل أكثر على الأسرة و الجوانب الإجتماعية.
طالما أنك لا تفقد التوازن فى حياتك الشخصية، فمن الطبيعي جدًا أن تكون للجوانب الفردية درجات مختلفة من القوة.
يصبح الأمر صعبًا فقط عندما ينفصل عن الإهتمام بأحد الجوانب تمامًا، علي سبيل المثال يهمل وظيفته حتى يفقده أو يهمل صحته حتى يمرض.
حيث أن التوازن لا غني عنه فى سياق الحياة يمكن أن تتغير الحياة دائمًا وفقًا للوضع الحالي.
فكلاسيكيًا يعد العمل العامل الأهم بشكل خاص، خاصة في بداية الحياة العملية
عندما يتم تأسيس الأسرة، تتحول الأولويات و يتطلب قدر أكبر من الوقت و الطاقة فى المجال الإجتماعي و الأسري للحفاظ على التوازن فى الحياة.
إذا لم تكن راضيًا عن حياتك، فعليك أولًا أن تسأل نفسك :
من أين يأتي الإحباط ؟
من خلال إدراكك لما يثير عند الرضا و أي جانب لم يعد متوافق معك، يمكنك إتخاذ إجراءات مضادة و التركيز على هذا الجانب.
كيف يتحقق التوازن بين العمل و الحياة ؟
١. حدد هدفك من العمل
كل منا يجب أن يعمل، و لكن لكل منا هدف غير الآخر من وظيفته، فالبعض يعمل من أجل دفع إلتزاماته و أقساطه
و البعض يعمل من أجل الطعام و الإحتياجات اليومية، و آخرين يعملون للإدخار من أجل الإستثمار.
و منا من يعمل ليبقي تحت الأضواء، ففهم دور العمل فى حياتك يدعم نجاحك و يساعدك على إتخاذ الخطوات التالية.
وبامكانك التعرف من هنا علي النجاح في العمل : كيف تبدء أيامك الأولي فى العمل بنجاح.
٢. أبحث عن الدعم لتحقيق التوازن بين العمل و الحياة
من يمكن أن يدعمك فى تحقيق هدفك؟ غير هؤلاء المشابهين لك فى الأهداف و الرغبات، لذلك أبحث عن رفقاء لهم نفسك طموحك و أهدافك.
يجب أن يكون لديك عدة مجموعات فربما تجد المجموعة الأولي على شبكات التواصل الإجتماعي أو الأحداث العامة التى تشغل من هم مثلك.
و عليك تفعيل العلاقة معهم بشكل واقعي، و كذلك يجب أن يكون لديك دعم مستمر و غير مشروط و هذا لا تجده إلا فى أسرتك فقط لا غير و ربما بعض أصدقائك
و ذلك يساعدك على الحفاظ على صحتك البدنية و العقلية لذا عليك تخصيص وقتًا لعائلتك و أسرتك الصغيرة و أصدقائك.
فأنت لا تحتاج ذلك فقط من أجلهم أو من أجل صحتك البدنية و العقلية، بل من أجل صحتك النفسية مما يجعلك تشعر بالرفاهية.
٣. ضع أسرتك على جدول مواعيدك
كما تضع عملك على جدول مواعيدك على تحديد مواعيد لأسرتك و عائلتك، فالمواعيد تشعرك بالإلتزام.
و إذا ما ألتزمت مع عائلتك سيلتزمون معك هم لا شعوريًا بتقديم مزيد من الحب و الدعم
مما يخفف عنك وطأة الشعور بالتعب و الإرهاق و يعطيك مزيد من الدافع نحو النجاح، مما سيخلق بدوره التوازن بين الحياة و العمل.
٤. التفكر و التأمل يحقق التوازن بين العمل و الحياة
نحن مأمورون بالتفكر فى الحياة، لذا عليك أن تعطي بعض الوقت لنفسك، أجلس وحدك في مكان هادئ لا يقاطعك في أحد
تنفس بعمق و أسترخي، ثم أعد ترتيب أمور حياتك، فذلك هو سلاحك لمواجهة القلق و عدم اليقين
فمع بعض الهدؤ و الإسترخاء ستتمكن من إعادة ترتيب أمور حياتك، مما سيحقق بدوره التوازن الصحي فى حياتك.