تراب الماس حقائق و غرائب عن سم غبار الماس
سوف نتحدث اليوم عن تراب الماس أو غبار الماس ربما سمعت عن الماس من قبل لكن و لأول مرة تسمع عن تراب الماس الذى يعتبر واحد من أشد السموم فتكاً و سميةً و ذلك يرجع لخصائصه الفريدة من نوعها فهذا التراب ليس له طعم و لا لون و لا رائحة بالإضافة الى أن حبة تراب الماس تتميز بحواف حادة جدا تعمل مثل السكاكين الحادة على طول مسار الأمعاء مما يسبب ألم لا يمكن وصفه.
تراب الماس ربما يكون أفظع سم موجود فإذا تناول أحد غبار الماس فان الحركة الطبيعية للجهاز الهضمي تجعل من هذه الشظايا الدقيقة من أصلب مواد في العالم تغرز نفسها على طول القناة الهضمية و الحركات الطبيعية للجسم الداخلي تجعلها تعمل أعمق كثيرا حتى تجعل الأعضاء الداخلية ممزقة و مثقبة و يستمر ذلك من شهرين لستة أشهر حتى وفاة الضحية.
سم تراب الماس
الألم المصاحب لذلك لا يمكن تخيله و لا يمكن خروج شظايا الماس من الجسم إلا عن طريق الجراحة و يتم ذلك عن طريق تحديد موقع كل جسيم و إزالته بشكل فردي و هذا إنجاز مستحيل.
و في تاريخ الماس الطبيعي نجده يتفوق علي جميع السموم و كان يعتقد أن مسحوق الماس الذي يؤخذ عن طريق الفم يمتلك قدرات علاجية، ناقش الأطباء في العصور الوسطى هذا الموضوع بإسهاب كبير و كانوا منقسمين في الرأي و كثير من مؤيدي هذا العلاج واجه حالات فشل واضحة.
كان الأثرياء في ذلك العصر ياخذون الماس المطحون علاجهم من اضطرابات في المعدة حتى القرن السادس عشر وكان الأثرياء في الهند يضعون تراب الماس علي أسنانهم محاولة منهم لإصلاح التسوس الذي أصاب أسنانهم. و على الرغم من ذلك كان ينظر إلي الماس المطحون على إنه سم محتمل.
و كانت تروج إشاعات بأن حتي الماس غير المسحوق كان ساماً و هذه الإشاعة كان يروجها لصوص الماس لانه كانت الوسيلة المفضلة لسرقة الماس هي إبتلاعه و الإنتظار لبضعة أيام حتى تمر بالجهاز الهضمي.
و الدراسات أثبتت أن الماس غير المسحوق يساهم بقدر كبير في النظام الغذائي البشري و الماس الغير مسحوق إذا تم إبتلاعه لا يفعل الخير و لا الأذي حتي تظهر في الوقت المناسب أما الماس المجزأ أشارت بعض القصص أنه أكثر خطورة لأن الشظايا الناتجة عن تحطيم الماس قادرة على قطع المعدة و الأمعاء لأي شخص يبتلعها.
أناس قضى عليهم بسم تراب الماس
- السلطان جازيت الثاني زعيم الإمبراطورية العثمانية (تركيا) أُغتيل على يد إبنه سليم الذي أطعمه جرعة مميتة من الماس المطحون ممزوجة بطعامه.
- فريدريك الثاني إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة توفي أيضاً بعد تناوله جرعة مميتة من الماس المسحوق.
- السير توماس اوفير بيري سُم بالزئبق و غبار الماس نتيجة إعطاؤه جرعة مميتة من قبل كونتيسه أسكس التي قامت بإعطاء الجرعة له و هو موجود في سجنه في برج لندن.
و هكذا نجد أن شظايا الماس استخدمت كسلاح قتل على مر العصور و في مجتمعات مختلفة و في جنوب الهند يستخدم تراب الماس لأنه الأقل ألم و أكثر نشاطا من الزجاج المقصف و يمتع تراب الماس بسميته الأعلى من جميع السموم لذلك يتم الأحتفاظ به كملاذ أخير في أوقات الخطر و في عصر النهضة كان يعتقد لدى الأغلبية من الأشخاص ان مسحوق الماس له خصائص خبيثة لأنه بحلول ذلك الوقت تم التأكد أن المسحوق نادراً ما شفي و نادراً أيضاً ما قتل و أصبح مسحوق الماس السام جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي و قد ورد أن كاترين دي ميديشي كانت تستخدم مسحوق الماس القضاء على بعض الأشخاص المعارضين لها أو الذين يتصرفون ضدها و قد أطلق أعدائها علي المسحوق الذي كانت تعد لذلك باسم مسحوق الخلافة و كانت كاترين دي ميديشي تطور دائماً من أساليبها الوصول إلى المركبات الأكثر فعالية لتحقيق أغراضها كانت تلاحظ بعناية سرعة الإستجابة السامة و فاعلية المركب و مدى درجة استجابة أجزاء من الجسم لهذا المركب و شكاوى الضحية.
تاريخ الماس في الإغتيالات الشعبية
و بذلك نلاحظ أن تراب الماس أصبح وسيلة إغتيال شعبية في عصر النهضة و نادي في إيطاليا سائغ و نحات مشهور يدعى بينفينوتو أنه تمت محاولة فاشلة لإنهاء حياته عن طريق الماس المسحوق و الذي قام بذلك عدوه بييرلويجي فارنيس ابن البابا بول الثالث و قعت في عام 1539.
و الماس هو الوحيد من الأحجار الكريمة الذي يحتفظ زوايا حاده إذا تم قصفه لأن كل الأحجار عندما تقصف لا تحتفظ زواياها حاده ما عدا الماس لذلك إذا كانت هناك فرصة لدخوله الى المعدة مع الطعام فإن حركة الهضم الطبيعية تجعله يتلامس مع طبقات المعدة و الأمعاء مما يؤدي مع مرور بعض الوقت إلى خرق الأعضاء مما يؤدي في النهاية إلى الموت على عكس الأحجار الأخري التي ليس لها زوايا و ليس لديه قدرة على إرفاق نفسه بالأمعاء فيمر بسهوله و لا يمزق الأمعاء أو ليس له تأثير مثل تأثير تراب الماس.
إقرأ ايضًا الماسونية و ما يخفى ورائها
فحص و تدقيق لحصى الماس
و في عام ١٩٣٥ أجري بعد المؤلفين تجربة على خطورة الماس للتأكيد من الخطورة الشديدة للماس المقشر و يقول المؤلف إنه تم الحصول على حصى الماس و قصف باستخدام جهاز بسيط تم تنظيفها بعناية و فُحص بصرياً باستخدام مجهر المسح حتى ضربة المطرقة الواحدة أنتجت العديد من الجسيمات من مجموعة واسعة من الأحجام تحتوي علي حواف خشنة حادة بها ثقوب غير منتظمة كما تم التقاط صور دقيقة الجسيمات الماس إتضح أن الجسيم علي شكل نجمة مع العديد من الحواف المحترقة الطرف العلوي من النجم يحتوي علي مسننات صغيرة الحجم تتميز بميزات الخطاف و بعض جزيئات الحصى عبارة عن تراكمات من أجزاء أصغر بكثير لذلك من الممكن أن يسمح للقصف بقطع الأجزاء البلورية بشكل غير منتظم و تحدث بها ثقوب مقعرة و أيضاً نجد العديد من تكلسر المقعر الموجود في عديد من المكونات تحت المجهر و قد لوحظ أن الجزيئات غير المفيدة تمتاز لنعومة مميزة كما أن أجزاء الماس المطحونة تكون أكثر تعلقا بأصابع الإنسان مما ينتج عنه إحساس بالحكة إحساسا خفيفا أما الأجزاء الغير مفيده أو التي تم كسرها بمطرقه لا تحدث ذلك.
اقرأ ايضًا فيروس كورونا أخطر أم الجوع
علماً بأنه لا توجد تحذيرات صحية من استخدام الماس الذي يستخدمه تجار المجوهرات و لم نجد أي اشارة علي أن الماس المطحون أو المقصف يعتبر من السموم إلي أن هذا غير متوقع في عند ابتلاع قطع الماس.
و في النهايه نستطيع أن نقول إن هناك عدم يقين لتبرير دراسة تقييم سمية الماس على الأنسجة البشرية و قد تناولنا فى هذة المقالة واحد من اشد السموم فتكاً و هو تراب الماس نرجو أن نكون قد استطعنا أن نفيدكم في الحديث عن تراب الماس و نتمنى لكم الصحة و العافية و أبعد الله عنكم كل انواع السموم.