يومياتي مع حياتي (ليـلــو)6
جلست وبيدي فنجان القهوة التركي أتأمل تلك العصفورة النائمة في سكون ولطف..وقسمات وجهها تعبر عن أجمل الاحلام التي تعيشها..انها أحلام الملائكة في بقعة لا نعلمها..بس أكيد بعيد جدا عن الأرض.. كانت الأفكار المسيطرة على ذهني بعد مضي ستة أشهر أرى فيها ليلو تكبر يوما بعد يوم وتتضح ملامح شخصيتها أمامي هي كيف سأتعامل مع سلبيات شخصيتها بشكل علمي صحيح..فهي برغم كل المميزات التي يتمتع بها برجها الا أن اكبر مشكلة هتواجهني معاها هي انها عنيدة جدا ومحدش يقولي كل الأطفال كده..لأ..ليلو عنيدة حتى النخاع..ولكن مهلا..هي لم تأتي بهذا الشيء من العالم الآخر أو الفضاء الخارجي..فأنا أكثر عندا وصلادة من الحائط الذي أرتكن عليه..يا الله..يقول العلماء أن تربية الطفل تبدأ منذ الشهر الخامس أثناء الحمل..والعمل الشاق يبدأ بعد أن يكمل شهره السادس في بيئته المحيطه..أي بعد أن يولد..
بجد انا بدأت أخاف..فعلا فكرة ان يكون عندك صفحة بيضاء وانت تسطر فيها معظم الكتابات أمر مرعب..فما سيكون عليه هذا الكائن الملائكي أنا ووالدها سيكون لنا فيه نصيب الأسد.. يااه يا ليلو..كيف سأقنعك بأمر ما ربما أكون أنا الأخرى أقوم به..يا ربي..شكلي لازم أربي نفسي معاكي..
كانت هذه آخر جملة أقولها قبل أن اتوجه الى تلك الصورة التي لم تفارق خيالي..أمي وأبي..أكيد عديتوا باللي بعدي بيه ده.. فبداخل كل منا طفل لم يكبر ولن يموت مهما مضت به الأيام..طفل يصرخ عندما يحتاج ويبكي ان جرحه احدهم أو آلمته الظروف..ولكن هذا لا يمنع احتياج كل منا الى وقفة مع الذات وهذا ما فعله قدومك يا قرة عيني..لقد جعلتيني أقف الآن مع ذاتي..كي أحاول تقييمها وتقويم اعوجاج ما قد يكون في شخصيتها أو ادائها..يبدو ان المهمة ليست بالهينة..فأكره ما أرى من آباء وأمهات يأمرون أطفالهم بما ليس فيهم ومن هنا يأتي التخبط..فكيف لي أن أدعو ابنتي أن تعتنق ما أفتقد..بمن ستقتدي وماذا عساها تقول بداخلها..كما أكره ذاك النموذج الذي يتخيل أن الطفل يربي نفسه!!! ولكم يبغضني ذاك المشهد الذي أرى فيه أب او أم يتخيل أن طفله لايزال صغيرا ولا يفهم ولا يدرك ما يحدث..عندما أرى تلك النماذج تنتابني حالة من الانفعال تدفعني الى تمني وجودي في صحراء كي أصرخ بأعلى صوت لي قائلة…ولا بلاش عيب برضه..