العمل بدون خبرة
العمل بدون خبرة يعتبر أمراً صعباً و السؤال الدائم هو لا يمكنني الحصول على وظيفة لأنني لا أملك خبرة فى العمل، و ليس لدي خبرة فى العمل لأنني لا أستطيع الحصول على عمل.
يعتبر هذا الموقف كلاسيكي تجعلك تعتقد أن الحل مستحيل. و العديد من المهنيين الشباب أو هؤلاء الذين يريدون تغيير مجال عملهم يواجهون هذه المشكلة، فحتى مع الحصول على تدريب داخلي فى مجالاتهم فبعض أرباب الأعمال لا يعتبرونها خبرة مهنية كاملة.
فما الحل إذن!
طرق الحصول علي العمل بدون خبرة
من المألوف أن يطلب أرباب الأعمال خبرة 3 سنوات على الأقل لدي المتقدمين، مما يشكل عائق أمام الخريجين أو من يرغبون فى تغيير مجال عملهم فى الحصول على وظيفة.
بالتأكيد هذا الأمر لا يؤثر على جميع الناس و لكن لسؤ الحظ لا توجد إحصاءات دقيقة لهذه الظاهرة، و لكن الواقع يدل على أن الأثر السلبي لتلك الحلقة المفرغة يقع على الكثير جدًا من الناس بدون مبالغة.
فيشعر معظمهم بالإحباط، و يظن أنه لا سبيل للحصول على فرصة عمل جيدة بدون واسطة أو ربما دفع المال من أجل الحصول على وظيفة.
و غالبًا ما يلجأ العديد من الشباب المحترفين (مؤقتًا) إلي تخفيض متطلباتهم بشكل كبير من أجل الحصول علي فرصة عمل ليضعوا قدمهم على أول الطريق.
الخبرة لا تعنى القدرة
نعم فإن الخبرة أمر مختلف عن القدرة تمامًا، فبالرغم من حصول البعض على خبرة فى عملهم إلا أن قدراتهم على أداء مهام وظيفتهم تظل منخفضة، بينما ربما تغيب الخبرة المهنية بمعناها الكلاسيكي و لكن تتوافر القدرة على التطور السريع و أداء مهام الوظيفة بشكل أفضل و إنتاجية أعلي.
و أثبتت الدراسات و كذلك التجارب على أرض الواقع، أن خبرة الموظفيين القياديين و أعمارهم، و حجم الفريق و أعمارهم ليس لها تأثير إيجابي أو سلبي على سلوك الإدارة.
فمجرد أن الشخص كان رئيسًا لفترة طويلة، أو موظف لفترة طويلة، لا يعني إطلاقًا أنه سيكون الأفضل لشغل هذا المنصب القيادي.
و لكن تستند الإدراة الحديثة إلي التقييمات لمستويات الأداء و المهارات بصرف النظر عن السن أو فترات الخبرة.
و تلك التقييمات تستند للبنود الآتية:
- هل يستطيع المرشحين التواصل و المناقشة بشكل جيد؟
- هل لديهم قدرة على إدارة الصراعات؟
- هل يستطيعون إتخاذ قرارت سريعة و صحيحة؟
- هل لديهم قدرة على الحليل و الإستنباط؟
- هل قادرون على مراجعة أفعالهم و التفكير فيها؟
- هل يعملون بطريقة منتظمة و منظمة؟
- هل المرشحون قادرون علي العمل ضمن فريق؟
- هل هم متعاونون مع القيادات و الزملاء؟
- هل لديهم مهارات إقناع الآخرين؟
- هل قدراتهم التفاوضية جيدة؟
تلك المهارات ليست مهمة بالنسبة للمناصب القيادية فقط بل و لجميع الموظفين على مختلف المستويات، فلو أستطعت تقديم الدليل على قدراتك ستكون قريب من الوظيفة حتى و أنت بلا خبرة.
و قد أثبتت الدراسات فى مجال العمل، أن فترات العمل الطويلة و الخبرات لا تعنى بالضرورة تطور المهارات اللازمة بشكل حتمي و إيجابي، بل الإستمرار فى وظيفة لفترة طويلة لدي نفس رب العمل ربما تؤدي لنتائج عكسية من الركود و عدم التطور.
لذلك فإن إفتراض الجودة فى سنوات العمل الطويلة و ربطه بالخبرة، مغالطة، تؤدي إلي إغفال العوامل الآخري التى هى أكثر أهمية فى واقع الأمر من الخبرة.
مثل: الرغبة فى التعلم و الإنفتاح و الذكاء و القدرة على التحليل و تطوير الذات.
إستراتيجيات الحصول علي العمل بدون خبرة
التركيز
عليك البحث عن المهن و عروض العمل التى توفر لك الخبرة الفعلية، فلا تركز فى بداية عملك على اسم الجهة التى تعمل لديها.
و بعض أصحاب الأعمال أصبحوا يفضلون حديثي التخرج، ويتتقبلون عدم وجود خبرة إن توافرت المهارات و القدرة على التعلم.
و وتضح لك الأعمال التى تقبل قليلي الخبرة من خلال الجمل التالية، يفضل أصحاب الخبرات، عام من الخبرة على الأقل، بفضل أصحاب الخبرات.
كما أن عليك عند البحث التأكد من أنك قادر على القيام بمهام العمل و المتطلبات المذكورة على أكمل وجه بشكل كامل أو معظمها. فإن أستطعت إظهار ذلك و التدليل عليه فى مقابلة العمل، فلن يكون قلة سنوات الخبرة أو إنعدامها ملحوظ.
السفر
إن كانت فرص العمل فى محافظتك قليلة أو لا تتوافق مع تخصص، فلا بأس من الإنتقال لمكان آخر، سيتطلب ذلك الإبتعاد عن مسقط رأسك و أسرتك، و لكن كلما زادت فرص العمل و تنوعت كلما كان عنصر الخبرة أقل ضغطًا.
الدول الأجنبية
إن تمكنت من الحصول على عمل أو تدريب أو منحة دراسية خارج البلاد، فإن تلك الدراسة ستكون شهادة قوية لك، و حتى لو كانت سنوات الخبرة فى العمل قليلة او منعدمة سيكون قبولك في العمل أكبر بكثير من نظرائك.
لأن السفر مؤشر على قدرتك على السعي و البحث عن الفرص و إقتناصها، و إنفتاحك على الثقافات المختلفة، و أستقلاليتك، و دليل قوي على أن عقلك نشط.
حدد السوق المستهدف
عليك تحديد السوق الذي تبحث فيه عمل و تفهم الفئات المتاحة و متطلباتها، ففي بعض المجالات لا يمكن الإستغناء عن الخبرة و يمكنك فيما يتعلق بهذا المجال تدريب مهنى عملي لسد فجوة الخبرة.
و هناك مجالات أخري يمكنك الحصول على عمل بسهولة فى قطاع الشركات الصغيره و المتوسطة، بينما هناك قطاعات آخري من السهل الحصول على عمل بدون خبرة فى الشركات الكبري و متعددة الجنسيات، بينما تحتاج القطاعات الصغيرة و المتوسطة أصحاب الخبرة ليؤسسون النظام (كمجال خدمة العملاء) فالكيانات الكبري يكون لديها نظام محكم بالفعل على عكس الصغيرة والمتوسطة.
لذلك عليك فهم طبيعة تخصصك و طبيعة السوق الذي تبحث فيه و الفئة المستهدفة.
عمل مؤقت
يوجد الأن فرص كثيرة للعمل المؤقت تحت التمرين، او طلب موظف لأداء مهمة معينة، أو للعمل فترة محددة.
فمع زيادة ما يسمي بـ (Start up)، أختلفت إحتياجات أصحاب الأعمال و ظهرت نظم جديدة و مختلفة ربما تكون مفيدة للغاية لقليلي الخبرة.
شبكة علاقاتك
سيكون من المقبول جدًا فى البداية الإستعانة بشبكة علاقاتك و معارفك من أجل الحصول على عمل، فيمكنك أن تسأل والدك و والدتك عن أصدقائهم مجالات عملهم و وطبائعهم الشخصية، و أقاربك و أصدقائك و زملائك فى الجامعة و النادي و كل من تعرفهم، و لا تستثني أحد أطلب المساعدة من الجميع فربما تظن أن أحدهم غير قادر على المساعدة و يكون هو مفتاح الحل.
إنه غير منصف دائمًا و لكنها الحقيقة، و جود علاقة مع شخص مقتنع بك، أو يحبك ستساعدك فى الحصول على عمل بسهولة أكثر من غيرها من الوسائل.
كذلك يمكنك التواصل على مواقع التواصل الإجتماعي و مع أصدقائك الذين حصلوا على وظيفة بدون خبرة و تتعرف على تجربتهم.
فتجارب الآخرين الناجحة تفتح لك أبواب و تولد لديك أفكار أفضل و تضيف لك خبرة متميزة فى القدرة على الحصول على عمل.
السيرة الذاتية أحيانا تساعد علي الحصول علي العمل بدون خبرة
بالإضافة إلي ما ذكرناه أعلاه، يجب أن تبحث عن الأماكن التى تمكنك من تحسين “سيرتك الذاتية الفارغة”
و ذكر فترات التدريب و العمل المؤقت تعمل كمستحضرات التجميل، ويمكن سد باقي الفجوات بتضمين مهاراتك و قدراتك التى يمكنها أن تعوض نقص الخبرة.
مثل:
- المشاركة التطوعية فى الجمعيات و المشاريع الإجتماعية.
- التعلم المستمر- أو المشروعات التجارية الخاصة بك.
- الدورات الإضافية و مشروعات التخرج منها.
- المدونة الخاصة بك، و التى تدون فيها مقالاتك المهنية، او أي مقالات مهنية آخري منشورة لك.
و لكن يجب أن تكون جميع البيانات المذكورة على صلة بالعمل المتقدم إليه، فبإكتمال تلك النقاط و ترابط بجميع النقاط تكون سيرتك الذاتية جيدة و ربما مميزة على الرغم من عدم وجود سنوات من الخبرة.
و سنوات التطوع والتدريب والدراسة و العمل يجب أن ترتب زمنيًا بشكل جيد و محكم و الترتيب العكسي هو المفضل.
فإن كانت النقاط المذكورة بسيرتك الذاتية تفي بمعيار الخبرة فسوف تكون مقبولة لأصحاب العمل، ربما ستحول نقطة الضعف لقوة بتلك الطريقة، لأنها ستعبر عن نشاطك و ذكائك و رغبتك فى التحرك و التعلم بشكل مستمر.
أقرا أيضا: كيف تحصل علي سيرة ذاتية محترفة
المصادر
- أفكار الحصول علي العمل بدون خبرة – EF