الخيال
كلمه روايه من المؤكد انها جاءت من اللفظ روى …بمعنى حكى …والروايات عادة تكون طويله اى استرسال فى الحكايه …عندما انتهى من قراءة احدى الروايات دائما يراودنى حاله من التعجب كيف وصل الكاتب بتفكيره الى هذه الناحيه وكيف اخترق هذا العالم و كم من الوقت احتاج ليؤلف روايته …بعضها يوحى لى انها كتبت فى ليله من شدة الاتقان فاقول لابد انه استرسل فى الحديث دون توقف لان الحكايه فيها تناغم شديد يشبه سير قطار على القضبان لا يعترض طريقه ما يوقف عجلاته عن الدوران….من اكثر الامور التى تثير فى علامات التعجب عندما تكون الروايه حديثه ولكن احداثها تغور فى القدم فتروى عن ناس عاشوا فى عصور سحيقه موغله فى القدم …او تحكى عن ناس عاشوا فى عهود تاريخيه مثل العصر الفرعونى او العباسى او الاسلامى او القبطى …فتجد الكاتب يصف البيوت والملابس وحتى انواع الطعام …واهم العادات فى هذا الوقت هذا النوع من الكتابات يبهرنى لانه يدل على قراءات واسعه للكاتب وعلى بحث عميق عن الفترة التى يسجل احداث روايته عنها …احيانا لا تروق لنا بعض الروايات من حيث تسلسل الاحداث او تركيبه الشخصيات او ردود الافعال فى القصه ولكن نتابع القراءة لان ما يجذبنا هو اسلوب الكاتب ..شدة التفاصيل فى الوصف …المعلومات المطويه بين السطور …من بين الكتاب الذين يبهروننى فى هذا النوع من الكتابه ..يوسف زيدان فهو موغل فى الوصف بدقه …ومؤخرا قرأت روايه اسمها الفيل الازرق وبغض النظر عن تقييمى للروايه كقارئه …سواء استمتعت بقراءتها ام لا الا ان الكاتب ” احمد مراد ” اول مرة اقرا له …جعلنى اشعر معه اننى اتابع فيلم طويل اغلب الصفحات كانت عبارة عن مشاهد مرئيه …وشدنى جدا غرابه الموضوع الذى نقلنا اليه الكاتب …سبحان الله كل انسان خلقه الله لديه موهبة تدل على عظمه الخالق فموهبه الخيال تستحق التدبر والانبهار ..ان تكون لديك رؤيه خاصه …تنقلها الى الورق وتشاركها الاخرين نوع من العبقريه المنفردة