يومياتي مع حياتي (ليـلــو)14
تصدقي اني اكتشفت اني شايله مسؤوليات وهموم من زمان أوي..يمكن من قبل ما اتجوز كمان..وحاسه اني زهقانه..
فاهماكي يا ماما سومة بس يمكن الاحساس ده زايد عندك الأيام دي عشان المسؤوليت المضافة من تيتة (والدة ماما سومة ودي بقى لينا معاها وقفة كبيرة أوي وقد تعرضت لحادث سقوط أدى الى كسر مفصل الفخذ واجراء جراحة عاجلة ومن ثم انتقلت للعيش مع ماما سومة)..
وأحمد (ابنها الكبير يبلغ من العمر أربعون عاما وقد ابتلاها الله بأن جعله طفل يحتاج للرعاية والعناية للأبد) ومسؤوليات البيت عموما يا ماما طبيخ وغسيل وغير التفكير المستمر في تدبير الأمور في ظل هذه الظروف والأيام المريرة..معلش يمكن محتاجة لتغيير يا ماما ؟!!
ظل هذا الحوار يداعب ذاكرتي بعد انصراف ماما سومة وأنا أنظر الى ليلو التي غطت في نوم عميق وبدأت احتسي كوب النسكافيه الثاني بجوار النافذة..أشفقت على تلك الصورة التي أراها.. أرملة في عقدها السادس انحصرت حياتها في دوامتين لا ثالث لهما..الأولى رعاية الأبناء أثناء سفر زوجها وما يتبعه من أعباء وأثقال ينوء بها كاهل الأنثى..والثانية تدبير الأمور وتصريف معطيات المادة حتى تبحر سفينتها بأقل المشكلات..وما تبع هذا أو ذاك من صولات وجولات وصعود مادي وهبوط آخر..
لا أدري فبرغم تقديري التام لكل ما تقدمه هذه الانثى العظيمة الا انني أكره أن يظلم المرء نفسه وذاته..فلا شيء يخضع للمطلق..حتى العطاء له قانون ينظمه ويهذبه لضمان رفع الظلم عن الذات وأيضا لضمان استمرار العطاء..ولكن للأسف ادارة تنظيم هذا القانون ليست ملك لنا وحدنا..فجزء منها بيدك وآخر بيد من حولك وجزء ثالث تتحكم فيه الظروف..
ولكن مهلا ربما يخضع المرء مكرها في وقت ما الى خيارين أحلاهما مر..فاما أن أعطي أو أن يؤخذ مني ما يفوق عطائي هذا وعندها لن أحتمل ما يتبعه..وليس بالضرورة ما يؤخذ هو أخذ مادي فقط ولكن الأقسى أن يؤخذ من معنوياتي ما لا يستطيع المال او التواجد أو حتى الصحة ذاتها شراؤه..فماذا أنا أكون بمالي وصحتي وتواجدي المجتمعي ان سلبت مني كرامتي أو أحد أفراد أسرتي أو سمعتي والأهم سلامي ووئامي مع ذاتي.. فماذا أفعل بصحتي ان كان ابني أو أمي أو ابي بحاجة لها وأن أضن بها عليهم..حينها سيكسر شيء من سلامي مع ذاتي وربما فقدته تماما..نعم هناك أشياء تتوج رؤسنا وتنير لنا نفوسنا,, فتغدو لنا سمات لا نستطيع التنازل عنها مهما كلف الأمر.. اذن بالفعل العطاء اختيار..فللمرء منا قبضة واحدة وفي كل موقف مخير ما الذي سيعطيه وفي المقابل ماذا سيحفظ في قبضة يديه..فمن يعطي يعطا ..