عبدالباسط عبدالصمد صوت يبعث في النفس عيداً
في لحظات شرودك أو تركيزك في صفاء نفسك أو ضيقها كنت وحدك أو وسط جموع راكباً أو سائراً واقفاً أو
ماشياً لا يمكن أن تسمع صوته و لا تنتبه بقلبك قبل أذنيك و تبقي معه و لو للحظات هو صوت عذب يناديك. أينما كنت و ارتحلت و أينما كان حالك صوت يبعث في نفسك عيداً فتصبح في حالة من السعادة. وكأنك في الجنة وفي هذه الحالة تعرف أن أذنيك تسمع للشيخ عبدالباسط عبدالصمد سليم داود.
الشيخ عبدالباسط …صوت الجنة
ولد الشيخ عبدالباسط بمحافظة من أقاصي صعيد مصر حيث ولد بمحافظة الأقصر بإحدى مراكزها و تحديدا
في قرية المراغة التابعة لمركز أرمنت و هو من مواليد عام 1927 .
و كعادة هذا الزمان كان يلتحق أبناء القري بالكتاتيب كعادة أهل الصعيد و أهل الزمان عموماً حفظة منهم
للدين و العرف و التقاليد.
تلقي القرآن علي يد الشيخ محمد الأمير و حفظ عليه القرآن الكريم و بعدها تلقي القراءات علي يد الشيخ محمد سليم حمادة .
يقول الشيخ عن نفسه في مذكراته ” كنت في سن العاشرة أتممت خلالها حفظ القرآن الكريم الذي كان يتدفق علي
لسان كالنهر الجاري.
و كان والدي موظفاً بوزارة المواصلات و كان جدي من العلماء فطلبت منهما أن أتعلم القراءات.
فاشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقي علوم القرآن و القراءات علي يد الشيخ
محمد سليم.
و لكن المسافة بين ارمنت و طنطا كانت بعيدة جدا و لكن الأمر كان متعلق بصياغة مستقبلي و رسم معالمه.
مما جعلني أستعد للسفر و قبل سفري بيوم واحد علمنا بقدوم الشيخ سليم إلى ارمنت ليسقر بها
مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بارمنت و استقبله أهل ارمنت أحسن استقبال.
و احتفلوا به لانهم يعلمون قدراته و امكانته” و في سن صغيرة جدا لم تتعدا الثانية عشرة أصبح الشيخ
عبدالباسط عبدالصمد محل الأنظار و الثقة.
و محل أحاديث الناس و رغبتهم في الإستماع للقرآن الكريم فقد كان نبوغه و اضحاً جلياً .
بداية الشيخ عبدالباسط عبدالصمد في الإذاعة
و في أحد المرات أخذ أحد المشايخ للشيخ عبدالباسط عبد الصمد قراءة له و قدمها في الإذاعة فانبهر الجميع بها .
و أصبح بالفعل قارءا في الإذاعة المصرية في عام ١٩٥١ و استقر بالقاهرة رغم أنه كان شديد التعلق بمسقط
رأسه.
إلا أن الأمر تطلب منه القدوم للقاهرة حيث ذاع صيته و عرف و أصبح لديه محبين و مستمعين .
الجوائز التي حصل عليها الشيخ عبدالباسط
- نال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد العديد من الأوسمة و الجوائز كان أولها و أهمها محبة الناس التي تزرع
- في كل من يسمع صوته و الغريب أن الأجيال تتعاقب و لا تري إلا أن كل جيل يعرف الشيخ عبدالباسط معرفة كبيرة و كأنه عاصره رغم أن الشيخ توفي في عام 1988 و رغم ذلك هو الصوت الذي
- لا يموت صاحبه .
- نال وسام رئيس حكومة ماليزيا
- و سام الإستحقاق السنغالي
- وسام الأرز من جمهورية لبنان
- وسام من الجمهورية العراقية
- وسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين
- و سام الإستحقاق أثناء الإحتفال بيوم الدعاة و ذلك في مصر عام 1987.
وفاته
توفي الشيخ الجليل متاثرا بمرضه في عام ١٩٨٨ في عمر ٦٢ وكانت جنازته رسمية حضر فيها سفراء دول العالم.
رحل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد و لكنه ترك لنا صوته يشجينا و لعله شفيعا له يوم القيامة .
و إن الانسان ليعجب من هؤلاء الناس الذين كتب الله لهم ان يحصلوا الخير في مماتهم مثل حياتهم فحسناتهم لا تنقطع أبداً و لعل في ذلك سر بينهم.
يمكنك ايضاً الإطلاع علي مقالة خاصة بالشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله.