نشيد في قلب كل عربي
قسما بالنازلات الماحقات و الدماء الزاكيات الطاهرات
و البنود اللامعات الخافقات في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة أو ممات و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
نعم إنه نشيد المحاربين ، نشيد أصبح يتغني به الشباب العربي في جميع الشوارع ، نعم إنه نشيد الجزائر الجميل
الذي سمعناه بقلوبنا من السنة لاعبي منتخب الجزائر في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في مصر كان 2019 ، النشيد الذي تاقلت فيه الدموع و ابتهجت الأرواح في هذه البطولة حقا لقد أبدع المنتخب الجزائري.
المنتخب الجزائري لم يكن يلعب بل كان يحارب
لقد أمتعنا المنتخب الجزائري و اللاعبين الجزائريين أمتعونا بل وادمعوا اعيننا لا لانهم حققوا الفوز أو وصلوا للنهائيات و حققوا انتصارات و أداءً مبهراً بل لأنهم قدموا روحا و طنية عالية و حماسة منقطعة النظير شعرنا
وكأنهم في ساحة حرب يدافعون فيها عن النصر بأرواحهم ، حماسة لم نستشعرها في باقي الفرق العربية و تحديدا
في المنتخب المصري الذي لم نري من لاعبيه سوي إعلانات و سعي وراء الاموال و تخبط في اللعب و قلة
مسؤلية و استهتار بمشاعر الجماهير هذا غير الجانب الغير الأخلاقي من بعض اللاعبين و تعاطف الباقي مع هذا السلوك الغير الأخلاقي بدل من الوقوف ضد اللاعبين قليلي المسؤلية و للأسف و قع في هذا التعاطف السلبي
لاعبين كنا نحسبهم أكبر من هذا السقوط و كانت النتيجة خروج غير مشرف من البطولة الافريقية رغم عنصر الأرض و الجمهور و توافر كل الإمكانيات و أولها المادية و الدعم الإعلامي و الجماهيري ، خروجا أسوداً لم
يبكي عليه بل علي العكس كان متوقعا رغم كل شئ و لم يسبب مفاجئة كبيرة حقيقة بل هو نتيجة منطقية للحالة
التي كان عليها المنتخب من قلة انضباط و قلة شعور بالمسؤلية.
و هذا ما دفع الشباب المصري للبحث عن بديل يري فيه المنتخب الوطني و يضع له مشاعر الحماسة و الحب
و التشجيع و قد وجد ضالته في محاربي الجزائر .
لماذا الجزائر في النهائي
إن كتيبة الجزائر التي جاء بها مدربا و طنيا جزائريا لفت الأنظار و أحبه الجميع و دمع لدمعه الكثير هو المحترم الخلوق المحب لوطنه ” جمال بو ماضي” الذي ضرب أروع أمثلة في الإنتماء لوطنه و التشجيع له قبل أن يدربه تشعر في كثير من الأحيان أن جمال بومضاي ليس مدربا أو مديرا فنيا بل هو مشجعا جزائريا جاء من شوارعها و جلس على دكة الإحتياط ، دموعه التي في عنينه منذ انطلاق صافرة البداية حتي نهاية المبارة ، لهفته مع كل كرة ، جلوسه على قدميه مع كل هجمة ، هتافه للاعبين و تشجعيه لهم في كل لحظة و هذا لا ينفي عنه خبرته الفنية ابتداءً من اختياراته الجيدة للاعبين جميعهم يمتازوا بحب بلدهم و كان ذلك معياره الأول في الإختيار و كأنه يقول ، ما فائدة لاعب جيد ليس له الدوافع و لا الحب ليفوز ؟!
رياض المحرز ، بغداد بونجاح ، يوسف بلايلي ، و الحارس الرئيس ، و عيسي مندي ، و آدم وناس و غيرهم كلهم ضربوا لنا المثال الحقيقي للعب بروح الفريق و المسؤلية لإدخال السعادة والفرح في قلب شعبهم و جماهيرهم و جماهير العالم العربي جميعا بل لكل محب للكرة في جميع أنحاء العالم الذين و جدوا في المنتخب الجزائري … منتخبا يفيضوا فيه بمشاعرهم من الحماسة و الحب و الإنتماء
في الحقيقة وعلى لسان كل عربي… محاربوا الجزائر انتم ” منتخبنا”