ماهو الإغتراب ؟
الإغتراب بمفهومة اليسير للجميع هو شعور الفرد بالرغبة وسط مجتمعه وأهله ووطنه,,
ولكن هناك أيضا معنى دينى له وهو إنفصال الإنسان عن الله عز وجل وإرتكاب المعاصى
وذالك الرأى فى الإنجيل الذى يعده إنفصال عن الله عز وجل,بيمنا المعنى السيكولوجى له والذى قدمه العالم
إيريك فروم فى كتابه المجتمع السوى على أن الإغتراب ليس له معنى سوى الشخص المجنون
والشخصية السيكوباتية أى المغتربة تماما عن عقلها.
وللإغتراب مظاهر أتفق عليها الباحثين والعلماء
مظاهر الإغتراب
1-العجز:
وهو شعور الفرد بأنه لايستطيع التآثير فى المواقف الإجتماعية التى يواجهها ويعجز عن السيطرة على تصرفاته وأفعاله ورغباته,,ومن هنا لايستطيع أن يقرر مصيره فمصيره ليس بيده وإنما بيد عوامل آخرى خارجية عن ذاته,,
وبذالك لايستطيع التآثير فى الأمور أو حلها,,وهذا العجز يعجله يشعر بالاستسلام للظروف,,
فلا يستطيع تحقيق طموحه وأحلامه لانه يتوقع دائما بأنه لايملك القدرة على ذالك ولا على التحكم فى ذاته وتصرفاته,,
فهو دائما يتآثر بكل ماهو خارجى.
2-اللامعنى:
يقول العالم سيمان أن الفرد يشعر بالاغتراب عندما لايثق فى قدراته وانه لن يستطيع التبؤ بدرجة عالية من النتائج المستقبلية للسلوك.
3-الأنوميا:
وصف عالم الإجتماع إيميل دور كايم وهى حالة إنهيار المعايير التى تنظم السلوك وتوجهه,,
وهو الموقف التى تتحطم فيه المعايير وتصبح غير مؤثرة حيث تغرق القيم العامة فى بحر الرغبات الخاصة
بالإشباع بآى وسيلة دون النظر إلى القيم والأخلاقيات.
4-العزة الإجتماعية:
وهى شعور الفرد بالوحدة والفراغ النفسى والبعد عن العلاقات الإجتماعية وعدم التعاون أو الإندماج مع الآخريين,,
حيث يعيش الفرد بمعزل عن الناس والمجتمع.
5-الإغتراب عن الذات:
وهو كما يعرفه سيمان بأنه عدم قدرة الفرد على التواصل مع نفسه وذاته فيعجز عن فهم نفسه ,,
وينفصل عما يريد أن يكون عليه فيعجز عن تحقيقه ويعيش بلا هدف ويعيش مستجيبا لما تقدمه الحياة بلا أهداف
وعدم القدرة على غيجاد الأنشطة التى تتناسب مع ذاته.
6-الا هدف:
وهو أن يعيش الإنسان بدون هدف فى حياته يعيش فقط بدون معنى.
7-التمرد:
هو أن يرفض الفرد كل ماهو شائع ويخرج عن المألوف ويعيش سابح ضد التيار,,رافض كل العادات والتقاليد والقيم المعرف عليها.
8-التشيؤ:
وهو أن يجعل الإنسان نفسه عبدا لآخر أى يسلم نفسه ويبعها لآخر ليتحكم فيه وفى حياته ويعيش بدون شخصية مسلوبا منها يعيش خلف شخصية آخرى.
علاقة الإغتراب بالتنشئة الإجتماعية
وهناك علاقة وثيقة بين الإغتراب والتنشئة الإجتماعية فى مجتمعاتنا العربية وذالك نتيجة للتسلط والإكراه الذى يتربى عليه الفرد فيهم,,ومن هنا يبدأ إغتراب الشخص نتيجة القهر فى التربية بالعائلة والقمع المعرفى بالمدرسة
ومن هنا يعيش الإنسان العربى مقهور ومهزوم ويعد إتجاه التسلط والقمع والإكراه فى التربية واحدا من آبرز
الآتجاهات التى تستخدم فى المجتمع العربى والذى يقوم على الإلزام والإكراه ومن هنا تبدأ تخرج لنا شخصية منعزلة
فى الصغر متسلطة فى الكبروتعتمد على العقاب الجسدى والترهيب,,ولذالك يخرج أبانئنا ذو شخصية مزدوجة فكريا وإجتماعيا وتقلل من القدرة العقلية للطفل.
الإغتراب ونظم القيم فى المجتمع العربى تقوم على قضيتين آساسيتن وهما التناقض بين القيم والسلوك والتى تحدث نتيجة الظروف الإقتصادية والتنموية ,,ونعيش فى هذه المجتمعات على تناقض تام بين ما يقال وبين ما يفعل,,فينصحنا آبائنا بأشياء لم يفعلوها هم,على سبيل المثال يحاول الأب إقناع أبنه بعدم التدخين ويقوله أن التدخين مضر بالصحة وخطر وهو يدخن فيكف له أن يقتنع وهو يراه يدخن؟؟ وهذا مثال بسيط.
اختلاف الآباء عن الأبناء
أما القضية الآخرى وهى الصراع القيمى بين الآباء والأبناء: حيث كشفت الدراسات عن فروق جوهرية بين القيم التى يتبانها الآباء والقيم التى يتبانها الآبناء,,حيث يرى الأبناء يتبنون قيم كلها غلظة وشدة ووقسوة وجمود وعدم تقبل آراء الآخريين وعدم تقبل كل ماهو جديد,,بيمنا يرى الآباء الشباب على أنه متسرعوومتخلى عن كل ماهو قديم,,مقلد لكل ماهو غربى,,خارج عن كل قيمه الآخلاقية المجتمعية,,ويرجع ذالك الى عوامل إجتماعية وإقتصادية وسياسية وثقافية,ووهذا ما يعرف بالفجوة بين الأجيال.
ولذالك يجب على كل عائلة أن تقوم بمحاولة فهم الجيل الجديد والتقرب منه وكل شاب وفتاة مقبلين على الزواج عليهم أن يذهبوا لأماكن خاصة بالتربية لتعلم كيف ينشأ الطفل وكيفية التعامل مع الآبناء والجيل الجديد,,وبفضل الله بدأ يظهر عندنا ذالك فى مجتمعاتنا العربية وعلى سبيل المثال مركز دكتور أحمد عمارة لاستشارات والتدربيات,والله الموفق..