- نسمع كثيرا فى حياتنا اليوميه لفظ ” مقال ” ولعل اول ما يتبادر الى الذهن هو المقال الصحفى ويبدو ان الانصراف عن قراءة الكتب والاهتمام الى حد ما بقراءة الجرائد اليوميه والمجلات هو الذى دفع بفكرنا الى الميل نحو ” المقال الصحفى” عند ذكر هذا النوع من الفن.
- وإذا اردنا فهم حقيقة هذا الفن علينا ان نرجع الى رسائل عبدالحميد الكاتب ورسائل الجاحظ فسوف نجد هناك الكثير من الموضوعات التى تصلح لمقالات ولكن العرب ” ضاعت منهم فرصة الرياده فى فن المقال لان النثر العربى اتسع لموضوعات أشبه بالمقالات وان اختلفت المسميات.
- وعلى هذا يتضح لنا ان كلمة مقال ليست غريبه على اللغه العربيه , ولكنها من حيث ولادتها الفنيه تعد محدثه فى أدبنا العربى فلا يرجع تاريخها للوراء اكثر من قرن ونصف قرن وتعد صحيفهالمصريه 1828 من اوائل الصحف التى أفسحت المجال لفن المقال بعد دخول المطبعه( مطبعة بولاق) الى منطقة الشرق العربى
- وكان من الطبيعى ان تكون البدايه متعسره , وان يتسرب أسلوب المقامه الى المقاله وأن تجد المحسنات اللفظيه والصور البيانيه عناية فائقه فى هذه المقالات الاولى عند الطهطاوى ومحمد أنس, وعبد الله ابو السعود , ولكن يذكر لهم فضل البدايه وفضل التنوع مابين المقال الادبى والسياسى والاقتصادى والاجتماعى.
“( أنواع المقال )”…
- فى الواقع هذا النوع من الفن لايحد بتقسيم معين فهو يتنوع أنواعا عده , فهناك من يرى تقسيمه حسب الاسلوب .أى مقال ادبى وسياسى واجتماعى وعلمى وصحافى … الى غير ذلك من الانواع..
- ولكن هذا التقسيم يعد تقسيما نسبيا ولايمكن قبوله بحدة التقسيم التى تفصل وتميز, لأن الامر يتوقف على اسلوب كاتب المقال نفسه.
- فربما تجد صحافيا موهوبا زادت ثقافته فينعكس ذلك على أسلوب ويقترب من الاسلوب الادبى -مثلا- فضلا عن التقاء فرعيات هذا التقسيم بعضها ببعض, ففى المقال الصحافى نجد العنايه بالنقد الاجتماعى وغير ذلك من أنواع النقد بحيث يبدو من التعسف أن نفرق بوضوح بين الانواع المختلفه للمقال
- فمن يقرأ مقالات الصحفى الكبير أحمد بهجت فى عموده اليومى ( صندوق الحياه ) يجد الاسلوب الادبى الشيق يغلب على الطابع الصحفى, وكذلك الصحفى عبد الواب مطاوع فى مقاله الاسبوعى (بريد الجمعه) يتبع نفس النهج أيضآ..