يعد مشروع بحر البلطيق أول برنامج إقليمي في إطار شبكة المدارس المنتسبة ويجمع شبكة دولية من المدارس
للحصول على أفضل ممارسات للبيئة في منطقة مستجمعات المياه لبحر البلطيق.
بدأ المشروع في بحر البلطيق (BSP)، بعد مبادرة دولية في مختلف البلدان في منطقة بحر البلطيق عام 1989
ليصبح جزءاً من شبكة المدارس المنتسبة الآن ونشاطاتها المستمر لنحو30 عاما
وقد بدأ المشروع بمشروعات وبحوث حول التلوث البيئي الشديد لبحر البلطيق إبان الحرب الباردة الإيديولوجية
حيث قدمت ليزا ياسكلينن كبير مستشاري المجلس الفنلندي للتربية الوطنية الجهود المبذولة لإنشاء شبكة يتم
من خلالها إقناع اللجنة الوطنية الفنلندية لليونسكو، وذلك لتولى المسئولين عمل لمكافحة التلوث في بحر البلطيق،
وقد واجه الطلاب والمعلمين المنسقين في المشروع العديد من الصعوبات في ممارسة أنشطة المشروع ،
وعلى الرغم من ذلك فقد أثر المشروع بشكل كبير على مشروعات التربية البيئية المتكاملة والتعليم من أجل
التنمية المستدامة وتعلم الثقافات وأثر في العديد من المشاريع المدرسية الدولية في جميع أنحاء العالم ،
والدول المطلة على بحر البلطيق قامت بحصر المشكلات البيئية التي تتعرض لها واحدة من هذه المشكلات
وهو التلوث في بحر البلطيق. واقترحت لحل مشاكل التلوث عن طريق التعاون بين تلك البلدان، التي لديها
مختلف اللغات والثقافات والعادات والتقاليد في محاولة لحل المشاكل البيئية والتعليمية، وقد شرعت المدارس
المنتسبة في مشروع بحر البلطيق (BSP) من خلال التعاون بينها.
إن هذا المشروع يُشكل ربما المشروع المدرسي الأطول عمراً في العالم الذي لا يزال العمل جارياً فيه
والذي تشارك فيه عدة بلدان؛ بهدف دعم التعليم في مجال البيئة والتعلم المشترك بين الثقافات،
ويُعتبر هذا المشروع بمثابة إسهام ملموس في عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة
(2005ـ 2014 (يسعى هذا المشروع لزيادة وعي الطلاب بالمشكلات البيئية التي تعاني منها منطقة بحر البلطيق،
وزيادة فهمهم للجوانب العلمية والاجتماعية والثقافية للتكافل بين البشر والطبيعة. وفي قاعات الدرس ومواقع العمل،
يدرس الطلاب نوعية المياه، ورصد السواحل وتاريخ البيئة.
إن من شأن هذا المشروع، وبفضل طول مدته، تيسير نشر وتبادل المواد التربوية، والخبرات والنظريات على نحو منتظم ، فضلاً عن نشر الممارسات الجيدة. ويتم عقد حلقات تدريبية منتظمة للمعلمين، إضافة إلى دورات دراسية صيفية ومنتديات للطلاب.