شخصيات
بشار بن برد
عميت جنينآ والذكاء من العمى
فجئت عجيب الظن للعلم موئلا
- هو أبو معاذ بشار بن برد بن يرجوخ
- ولد بالبصره فى اواخر القرن الاول للهجره
- وجده يرجوخ من طخارستان ممن سباهم المهلب بن أبى صفره والى خراسان
- ومن أجل ذلك نشأ ابنه برد على الرق وكان فى عداد رقيق امرأهة المهلب
- ثم وهبته لامرأة من بنى عقيل وفى ملكها ولد له بشار على الرق ولم تلبث العقيليه ان اعتقت بردا وبذلك عد هو وابنه فى موالى بنى عقيل وقد نسب نفسه من جهة أمه الى الروك إذ يقول…
وقيصر خالى اذا … عددت يومآ نسبى
- وان صحذلك كان فارسى الاب رومى الأم وقد ولدته أعمى فما نظر الى الدنيا قط وفى ذلك يقول …
عميت جنينآ والذكاء من العمى ..
فجئت عجيب الظن للعلم موئلا
- وكانا ابوه طيانا يعيش من ضرب اللبن معيشه تقوم على الشظف
- ويقال انه كان له اخوان .. بشر وبشير وكانا قصابين يبيعان اللحم
- ولم يكونا اخوته سويين اذ كان احدهما أعرج والاخر ابتر اليد
- وآفة بشار المبكره حددت حياته منذ نعومة اظافره فاتجه الى المساجدوالى مربد البصره ينهل من حلقات العلم والشعر
- واعانته نشأته فى بنى عقيل على ان يتمثل السليقه العربيه
- ولم يكد يبلغ العاشره حتى اخذ ينبوع الشعر يسيل على لسانه وكان طبيعيا ان يكون الهجاء على راس أشعاره نظرا لان هذا الفن بين الشعراء انذاك
- بل يقال ان اباه كان يعنفه ويضربه لكثرة ما يشكو الناس منه
- وكانت امه تستعطف عليه فيقول إنى لأرحمه ولكنه يتعرض للناس
- فقال له بشار قل لهم يا ابى … أليس الله يقول ليس على الآعمى حرج
- وعادوا الى بشار يرددون شكواهم فتلا عليهم الايه الكريمه فانصرفوا وهم يقولون “(فقه برد أغيظ لنا من شعر بشار)”
- ويذكر لنا صاحب طبقات الشعراء انه كان شاعرا مجيدا ظريفا محسنا خدم الملوك وحضر مجالس الخلفاء واخذ فوائدهم
- وكان يمدح المهدى ويحضر مجلسه وكان يأنس به ويدنيه ويجزل له فى العطايا
- وكان صاحب صوت حسن ومنامه وكان بشار يعد من الخطباء البلغاء الفصحاءوله قصائد واشعار كثيره
- “( دينه )”…تظاهر بشار بالاسلام والاسلام منه براء فقد كان مستخفا به وبالقرأن الكريم ويروى انه سمع احدى الجوارى تغنى بشعره فقال “(هى والله تغنى احسن من سورة الحشر)”
- وفى الواقع انه كان مجوسى العقيده دين ابائه واجداده
- فهو يفضل ابليس المخلوق من النار على ادم المخلوق من الطين قائلا
إبليس أفضل من ابيكم ادم
فتنبهوا يا معشر الفجار
النار عنصره وادم طينه
والطين لايسمو سمو النار
- ويشيد بعبادة النار وانها افضل من الارض والطين قائلا..
الارض مظلمه والنار مشرقه … والنار معبودة منذ كانت النار
- “(صفاته واخلاقه)” فكان قبيحا دميما فظا غليظ القلب جافى الطبع ماجنا مستهترا لايؤمن الا بالعيان وما شهده الحس , فهو لا يؤمن بجنه ولا نار ولا ببعث ولا حساب
- “( وفى وفاته )” اخبار كثيره إذ وشى به بعض من يبغضه الى المهدى بأنه يدين بدين الخوارج فقتله وقيل بل قيل للمهدى انه يهجوك فقتله والذى صح من الاخبار فى قتل بشار انه كان يمدح المهدى والمهدى ينعم عليه فرمى بالزندقه فقتله وقيل ضربه سبعين سوطا فمات
- ويرى اهل العلم ان المهدى قتله بهجوه يعقوب بن داوود وزيره ..