كن رحمة
الرحيم
إِذَاجَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا
الانعام
بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54) وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ
في كل يوم تصل لله فانت حتما ستذكر اسمه “الرحمن” و أسمه “الرحيم” أكثر من مرة في اليوم الواحد
و لمرات عدة أيضا و كأنه الله سبحانه و تعالي يريد أن يذكرنا بصفته تلك التي لابد أن نكون أهل لها و مستحقين لها.
قيمة الرحمة
الرحمة هي قيمة عالية من القيم التي أهتم بها الإسلام و أعطي لها مساحة كبيرة من الدعوة لها و الحض عليها في جميع العلاقات و علي جميع الأصعدة و المناسبات.
بل جعلها حاكمة حتي في علاقتنا مع الحيوانات.
{ دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض } .
و إن كان أهل العلم أوضحوا أن المرأة قد كانت غير مؤمنة و عذابها للهرة زاد من عذابها .
و كذلك حتي في مسائل ذبح الحيوانات للأكل و غيره فإن الإسلام فرض علي أهله أن يكونوا راحمين بهم حتي
في هذه الموضع و لا يعذبوا الحيوان و أن يحسنوا ذبحه.
عن أبي شداد بن أوسٍ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحة، ولْيُحِدَّ
رواه مسلم
أحدُكم شفرته، ولْيُرِحْ ذبيحته)).
فكم في هذا الدين من عظم و رحمة و رأفة بالخلائق جمعا الحيوان و الإنسان و الطير و كل شئ .
رسول الرحمة
و من واسع رحمة الله بنا تلك النعم التي ينعم الله بها علينا ليل نهار و ترانا نظلم و نحقد و نزور و نغتاب،
و لا يقطعها عنا بفضله و كرمه و جوده و رحمته الواسعة.
حتي أن الرسول صلي الله عليه و سلم ضرب أروع الأمثلة عن الرحمة و العفو عن الخصوم حال التمكن و كيف
ترك قريشاً بعدما فعلت فيه ما فعت و ترك أسراهم دون قتلهم رأفة بهم و رحمة منه نبي الرحمة.
وقال أبو الشيخ في “أخلاق النبي” : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، نَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ الزُهْرِيِّ عَنْ بَعْضِ آلِ ابْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ ابْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى للهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ وَإِلَى الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ ابْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقُلْتُ: قَدْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ
بِمَا صَنَعُوا، حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَا قَالَ يُوسُفُ لِإِخْوَتِهِ: قَالَ لَا تَثْرِيبَ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَانْفَضَحْتُ حَيَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فهذا السلوك القويم و الرحمة لا تكون إلا من نبي كريم عظيم لم تكن رسالته أصلا إلا رحمة للعالمين هذه غايتها.
أن ترحم الناس من عذاب الله و تنجيهم منه.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ هَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ_
الانبياء
لذا ففي كل مرة تجد في نفسك القدرة علي رحمة العباد و أن بيدك مقادير أمورهم قد وكلك الله بها فلا تتأخر عن رفع المظالم و تحقيق الرحمة بغية أن تنالك رحمة الله التي تذكرها في صلاتك كل يوم و اتباعا لنهج نبيك
صلي الله عليه و سلم في رحمته للعباد.