بيتسى روس (أول امرأة تصنع العلم الأمريكي)
على مدار سنوات عدة كان هناك جدال كبير حول من قام بالفعل بصنع أول علم أمريكي. وبينما كانت تجرى المحاولات للوقوف على حقيقة هذا الأمر، اقتنع معظم الأمريكيون بأن بيتسى روس هي التي صنعت هذا العلم بهذا الطراز.
وعلى الرغم من أن التاريخ لم يسجل تفويض بيتسى روس بصناعة العلم ،
الا أن جيلا تلو الآخر، ابتدءا من عائلتها الخاصة، قد تناقلوا الأمر فيما بينهم شفهيا.
نشأة بيتسى روس
لقد ولدت بيتسى فى بنسلفانيا في يناير 1752، وكانت الإبنة السابعة والطفل الثامن من أصل سبعة عشر ابنا
ل صامويل و ريبيكا جيمس جريسكوم. لقد هاجر جدها اندرو جريسكوم من انجلترا إلى نيو جيرسى فى عام1680
حيث أصبح قريبا من ويليام بين وساعده فى تأسيس مدينة فيلاديلفيا ثم انتقل إليها ليصبح جزءا من مجتمع الكويكر
والذي أطلق عليه التجربة المقدسة. كان اندرو وابنه نجارين ماهرين، ولقد شارك والد بيتسى في إنشاء قاعة
الاستقلال في حين كانت والدتها ابنة مستورد غنى.
ولقد اهتمت هذه الأسرة بتعليم أولادهم وخاصة ابنتهم نتيجة لاقتناعهم التام بفكرة مساواة المرأة،
فدرست بيتسى روس التطريز في المنزل وأصبحت ماهرة فيه جدا. وكونها مازالت مراهقة أعطاها الفرصة
لتكون مبتدئة في محل تنجيد يمتلكه ويليام ويبستر، بينما نحن الآن ننظر للمنجدين على أنهم صناع الأرائك.
ولكنهم في الحقيقة كانوا يصنعون كل ما يتعلق بالخياطة شاملا صناعة العلم.
حياتها الإجتماعية
كانت بيتسى فتاة جميلة يتقدم إليها الكثير من الخاطبين، ولكن قلبها لم يتعلق سوى بزميل لها فى العمل
يدعى جون روس وقررت أن تتزوجه عندما بلغت الواحد والعشرين من عمرها مخلفة بهذا رغبة والديها،
وفى 1773 سافرت بيتسى إلى نيو جيرسى مع حبيبها جون حيث استطاعا أن يتزوجا هناك،
وعندما وصل خبر زواجها إلى والديها تبرءوا منها وحرمتها الكويكرز من حضور اجتماعاتهم،
ولكن على الرغم من كل هذا عاشت بيتسى مع زوجها حياة سعيدة وافتتحوا عملهم الخاص بالتنجيد أيضا.
وفى تلك الأثناء ازداد تمرد الشعب على انجلترا، وبدأ جورج عم بيتسى يجند الذكور في الجيش،
وأصبح جون حارسا للذخيرة الموجودة بالقرب من منزله، حتى مات فى 1776 متأثرا بجرح كبير نتيجة انفجار البارود فيه.
أصبحت بيتسى أرملة وهى مازالت في الرابعة والعشرين من عمرها بعد ثلاث سنوات فقط من الزواج،
ومن ثم قررت بيتسى أن تستمر فى إدارة عملها بدلا من أن تعود إلى منزل أبيها مرة أخرى.
بيتسى روس وصناعة العلم الأمريكي
وبعد خمسة أشهر أرسل الكونجرس لجنة سرية لبيتسى لكي تصمم علما ليكون علم الدولة.
وقد تكونت هذه اللجنة من جورج واشنطن وجورج روس وروبرت موريس والذين أتوا بنموذج معين لكى ترسمه
لهم بيسى التي وافقت بدورها مع اقتراح بعض التعديلات عليه أولهم أن يحتوى العلم على نجمه من خمس نقاط
بدلا من ستة نقاط. فوافقوا ورسمه واشنطن لها بالقلم الرصاص وقضت بعض أيام في خياطة هذا العلم في بيتها.
وعندما انتهت منه استدعت اللجنة التي أخذته بدورها إلى الولايات حيث وافقوا هناك على التصميم.
وعلى الرغم من ذهاب اللجنة ذاتها إلى العديد من الخياطات إلا أن الآراء أجمعت على أن تصميم بيتسى هو الأفضل،
وظلت هكذا تصنع الأعلام للولايات المتحدة لمدة خمسين عاما.
وفى الوقت الذي حاكت فيه بيتسى علم الدولة كانت صغيرة وجميلة وعلى خلفية رائعة بالعلوم والطب
وعندها ولاء شديد لأمريكا ، وقد عندما احتل الجنود البريطانيين فيلادلفيا في 1777 وأخذوا منزلها
أطلقوا عليها لقب المتمردة الصغيرة.
زواجها الثاني ووفاتها
وفى 1777 تزوجت بيتسى من جوزيف اشبيرن وأنجبت منه بنتان ولكنها لم تستمر معه سوى سنوات قليلة
قبل أن يسجن بواسطة الجنود البريطانيين فى 1781 لكونه جنديا مع القوات الأمريكية.
وعلى الرغم من أنها لم تعد تعلم شيئا عن زوجها إلا أنها استمرت في متابعة عملها وبناتها
وفى خدمتها للجيش الأمريكي عن طريق صنع الألحفة والبطاطين لهم.
ولقد تركت الكنيسة والتحقت بمجموعه جديدة تدعى الكويكرز الأحرار حيث دعموا الثورة وساعدوا بيتسى كثيرا.
وفى 1782 مات زوجها في السجن وحضر زميل له يدعى كلايبوى- بعد أن قضى مدته وغادر السجن– الى بيتسى
ليسلمها رسالة وداع من زوجها الراحل، وفى 1783 تزوجها وأنجبا خمس بنات وعاشا يديران العمل ويربيان
البنات ويحضران لقاءات الكويكرز. وفى عام 1800 تعرض كلايبوى لوعكة صحية تطلبت رعاية خاصة
عاش على أثرها سبعة عشر عاما ثم توفى في سنت الخامسة والستين في عام 1817.
ومن ذلك الحين وهبت بيتسى حياتها لعملها وأسرتها ولخدمة بلدها، ثم تقاعدت عن عملها فى 1827 تاركة إياه
لواحدة من بناتها, وقد عاشت لمدة تسع سنوات مع أولادها من أزواجها الراحلين تحيك لهم وتهتم بهم،
حتى فقدت بصرها تماما في 1835 وتوفيت في العشرين من يناير عام 1836.