زى الطاهى
قد تبدو هذه القصه كوميديه وتافهة وبسيطه الا ان لها دلالات لو فكرنا فيها ستجد مؤشر خطير لطريقه تفكير جيل جديد …يجب ان نأمل فيه ان يرى الامور بمنظور مختلف ورؤيا جديدة …
وسط ضحكاتها واندهاشى استمعت اليها وهى تروى لى هذا الموقف ” هى تعمل فى احدى المدارس الخاصه وفى نهايه العام يقوموا بتدريب اطفال الروضه لتقديم فقرات فى حفل نهائى اخر العام الدراسى …من بين فقرات الحفل اختروا فقرة اسمها الزى …ان كل طفل او طفله تشارك ترتدى زى يمثل وظيفه من وظائف المجتمع ومن بين الكلمات التى تعلموها خلال العام الدراسى …بمعنى ان من يقوم بدورالطبيب يرتدى البالطو الابيض ويعلق فى رقبته سماعه …ومن يقوم بدور الظابط يرتدى بدله الظابط ويضع فى حزامه مسدس …والممرضه ترتدى زى الممرضات …والمهندس يرتدى خوذة ….وهكذا الى ان جاءت شخصيه الطاهى الذى يرتدى قبعه الطاهى …من من الاولاد يحب ان يشارك فى الحفل ويرتدى زى الطاهى رفع بعض الاولاد ايديهم واختارت المدرسه احدهم وكتبت له فى كراسته رساله لوالديه لتجهيز الزى للطفل …المفاجأة كانت ان ام الطفل اتصلت بالمدرسه ورفضت ان يقوم ابنها بهذا الدور وقالت لا ابنى لن يشترك بزى الطاهى لكن ممكن يشارك بزى الطبيب او الظابط ….فردت عليها المدرسه ان هاتان الوظيفتان تم توزيع ادوارهما على اطفال اخرين للقيام بها …لماذا اختارتى ابنى ليرتدى زى الطاهى …لا ارفض بشدة …فقالت لها المدرسه كما تشاءين …وبدأت فى اختيار طفل اخر… الغريب والغير متوقع ان اغلب اولياء الامور كان لديهم نفس رد الفعل …………..الى هنا تنتهى الواقعه ويبقى التعليق هل نحن حقا بلد شهادات كما يقولون عنا اذن لم يكن الامر نكته اطلقها عادل امام فى احد افلامه نحن فعلا مجتمع مريض يحتاج الى علاج وتقويم لاصلاح طرق التفكير ولتقييم الامور بصورة جديدة …قد يبدو الامر مضحكا ولكنه مؤشر الى اعوجاج فى التفكير ورواسب قديمه يجب ان نبحث لها عن حلول