يركز الاتجاه النفسي على إدراك الفرد كمحدد أساسي للمفهوم وعلاقة المفهوم بالمفاهيم النفسية الأخرى، وأهمها القيم والحاجاتالنفسية وإشباعها، وتحقيق الذات، ومستويات الطموح لدى الأفراد.يرى بعض علماء النفس أن مفهوم جودة الحياة له مؤشر ذاتي وآخر موضوعي.
المؤشر الذاتي هو عبارة عن الإدراك الذاتي للفرد وتقييمه للنواحي المادية المتوفرة في حياته، ومدى أهمية كل جانب منها بالنسبة للفرد في وقت محدد وفي ظل ظروف معينة، ويظهر في مستوى السعادة أو الشقاء الذي يكون عليه ويؤثر على تعاملاته وتفاعلاته اليومية.
أما المؤشر الموضوعي فيعبر عن رقي مستوى الخدمات المادية والاجتماعية التي تقدم لأفراد المجتمع، وبمعنى آخر فإن جودة الحياة من الناحية الموضوعية ” هي نزوع نحو نمط الحياة التي تتميز بالترف “، هذا النمط من الحياة الذي لا يستطيع تحقيقه سوى مجتمع الوفرة، ذلك المجتمع الذي استطاع أن يحل كافة مشكلاته المعيشية لغالبية سكانه.
2-الاتجاه الاجتماعي
يرى الاتجاه الاجتماعي جودة الحياة من منظور يركز على الأسرة والمجتمع، وعلاقات الأفراد والمتطلبات الحضارية والسكان والدخل والعمل، وضغوط الوظيفة والمتغيرات الاجتماعية الأخرى وتعتبر منظمة اليونسكو هذا المفهوم شاملاً لكل جوانب الحياة كما يدركها الأفراد، وهو يتسع ليشمل الإشباع المادي للحاجات الأساسية ، والإشباع المعنوي الذي يحقق التوافق النفسي للفرد عبر تحقيقه لذاتهوجودة الحياة من الناحية الاجتماعية هي ذلك البناء الكلي الشامل الذي يتكون من مجموعة من المتغيرات المتنوعة التي تهدف إلى إشباع الحاجات الأساسية للأفراد الذين يعيشون في نطاق هذه الحياة، بحيث يمكن قياس هذا الإشباع بمؤشرات موضوعية تقيس القيم المتدفقة وبمؤشرات ذاتية تقيس مقدار الإشباع الذي تحقق”. بمعنى أن المؤشرات الموضوعية تقيس كم الحاجات الأساسية التي تقدم للأفراد الذين يعيشون داخل مجتمع واحد، ومؤشرات ذاتية تقيس مقدار الإشباع الذي تحقق لهؤلاء الأفراد نتيجة توافر هذه الحاجات الأساسية التي قدمت لهم.
كما أن جودة الحياة قد ارتبطت منذ البداية بسعي المجتمعات الصناعية نحو التنمية والارتقاء بمتطلبات الأفراد، عن طريق تحقيق الوفرة الاقتصادية لمواجهة إشباعات الأفراد وطموحاتهم وتطلعاتهم. لكن التناقض الواضح بين معدلات التنمية الاقتصادية ونوعية الحياة كان سبباً في ظهور أحزاب المعارضة وجماعات الضغط السياسي في دول العالم المتقدم، والتي لا تعترف بالكم فقط للارتقاء بجودة الحياة بل تهتم بالكيف أيضاً المتمثل في إدراك الأفراد لقيمة الحياة التي يحبونها ومدى رضاهم عنها.