الاتجاهات المختلفة لجودة حياة الإنسان
تعددت الاتجاهات النظرية التي حاولت تفسير جودة الحياة كمفهوم حديث من مفاهيم علم النفس الإيجابي، فبينما ربط علماء النفس بين جودة الحياة وإشباع الحاجات كمكون أساسي لها، فإن علماء الاجتماع ركزوا على ضغوط العمل والعلاقات الأسرية خاصة العلاقة بين الرجل والمرأة، والأزمات والحروب، وتشكيل كل هذا لنوعية وجودة الحياة، أما علماء الطب فقد اهتموا بالخدمات الصحية والأنشطة الرياضية ودورها في تحسين جودة الحياة. وفيما يلي عرض موجز للجوانب الثلاث: (الجانب الطبي ، الجانب النفسي، الجانب الاجتماعي)
3- الجانب الطبي
لا يبتعد الجانب الطبي لجودة الحياة كثيراً عن الجانبين النفسي والاجتماعي بل يلتقي بهما، ولا تكتمل صورة جودة الحياة إلا بالنظرة الشمولية للاتجاهات الثلاثة، والاتجاه الطبي يركز على الجانب البيولوجي ويقصد به سلامة الجسم من العيوب الخلقية وسلامته من الأمراض الحادة والمزمنة.وقد اعتمد الاتجاه الطبي على تحديد مؤشرات جودة الحياة، ولم يحدد تعريفاً واضحاً لهذا المفهوم، وقد زاداهتمام الأطباء والمتخصصين في الشئون الاجتماعية والباحثين في العلـومالاجتماعية والنفسية بتعزيز ورفع جودة الحياة لدى المرضى من خلال توفير الدعم النفسـي والاجتماعي لهم ، كما إن صحة البناء البيولوجي هي حلقة هامة من حلقات جودة الحياة الموضوعية، ويصف الإنسان بأنه مستعمرة من الخلايا التي تتبادل المعلومات فيما بينها فيدرك الفرد قدرته البيولوجية الكامنة، حيث تعكس الصحة الجسمية النظام البيولوجي المتكامل، لأن أداء خلايا الجسم لوظائفها بشكل صحيح يجعل الجسم في حالة صحية سليمة وجيدة وينعكس ذلك على نوعية حياة الفرد وجودتها. وذلك من منطلق أن الصحة الجسمية وسلامة البدن هي أحد وأهم محاور وأبعاد جودة الحياة، والتي تساهم ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل كبير في تحقيقها.