استطاعت الكاتبة الشابة ميرنا الهلباوي أن تغزو عام 2018 بمؤلف جديد وهو “مر مثل القهوة..حلو مثل الشيكولا” لينضم لأدب المذكرات، وكان هو باكورة إنتاجها الأدبي.
ولقد نجح الإسم في إجتذاب العديد من القراء، والذين انبهروا بمستوى الكتابة، وسرد الأحداث التي انتقلت بهم في أوساط عدة، ومناطق متفردة من المشاعر الإنسانية.
فهي رواية لا تسبب الملل، ولا تستطيع إلا أن تقرأها لعدة مرات، لأسباب متعددة،
فما هي ياترى تلك الأسباب؟ وما الذي تحدثت عنه ميرنا بالضبط في روايتها البكر؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال الأسطر القادمة بموقع مقالات.
قلم ميرنا الهلباوي في “مر مثل القهوة..حلو مثل الشيكولا”
نظراً للخلفية الإعلامية والسياحية التي تتمتع بها الهلباوي، فقد عملت لخمس سنوات في مجلة سبع أيام، ولها العديد من المقالات والحوارات المنشورة، وعملت أيضاً كمقدمة برامج في راديو إنرجي.
كما أنها خريجة كلية سياحة وفنادق، فكان من الشيق متابعة أحداث تتكلم عن حواراتها مع أهم الشخصيات، وسفرها حول العالم لإجراء هذه الحوارات، بالإضافة إلى رحلتها السنوية.
ومما هو معروف عن ميرنا أنها تحب توثيق كل رحلاتها على منصات الإعلام الإلكتروني، وتنقل صورة طيبة وجذابة دائماً، بفضل طبيعتها التي تحظى بالقبول والمرح.
ويبدو أن روح ميرنا قد استولت على كلمات مؤلفها “مر مثل القهوة.. حلو مثل الشيكولا”،
فأزهرت حيث لابد أن تزهر، وتحدثت عن أوقات إنطفائها، ومقاومتها، وعشقها للمغامرة والتحديات.
إن صدق كاتبة كميرنا جعلها تتميز في تقديم مؤلفها الأول،
وجعلتنا نشعر من خلال أسلوبها البسيط والمباشر والبعيد عن أي استخفاف بعقلية القاريء بحب لجميع التفاصيل الواردة بالكتاب.
تبنت ميرنا بمنتهى الاحترافية تقديم كتاب باللغة العربية الفصحى، يحمل بعض الحوارات أو الألفاظ العامية أو الأغاني، والتي خدمت النص بشكل كبير.
هذا بالإضافة إلى سردها للأحداث الإنسانية في حياتها، وفي حياة من حولها،
والأهم أنها قد تحدثت عن تلك الثغرات التي نتعرض لها حتى نصل إلى درجة مقبولة من النضج العقلي، والعاطفي، والإنساني،
وذلك دون أن تشعرنا بأي توتر، بل بمنتهى “التسامح والتحضر” عرضت أفكارها الخاصة، بشكل واقعي وجذاب.
“مر مثل القهوة..حلو مثل الشيكولا” في أسطر
في لفتة فريدة من نوعها تهدي ميرنا روايتها ” إلى الزرافات البيضاء النادرة في تنزانيا”،
وهذا الإهداء قد أهلنا بالفعل عند قراءة أول أسطر الرواية إلى ربط الأحزمة، لأننا تحمسنا إلى إهداء بعيد عن “أقرب المقربين” أو ” إلى الراحلين”.
أسماء فصول الرواية عبارة عن :
أسماء لأغاني، أو إشارات لبعض الأحداث والمواقف، أو عبارات تتضمنها كتاب لها، أو اعتزاز بأمر غالي لديها، أو أسماء أشخاص أثروا في حياتها بشكل لا يُنسى،
وهو أمر إما خضع للعامية أو للعربية الفصحى وفقاً لطبيعة الاسم، وإلى أي مجال ينتمي.
كما أنها وثقت هذه العناوين ببلاد العالم التي تتبعها سنوات،
مما يدعم فكرة أن هذا المؤلف سوف يصطحبك في رحلة بكل مكان في العالم من خلال مواقف مميزة في حياة كاتبة رحالة مثل ميرنا الهلباوي.
وأسماء فصول “مر مثل القهوة..حلو مثل الشيكولا” :
أعز الناس..القاهرة 2012 .
الحواس السبع..برشلونة 2013 .
ترانزيت بطعم العائلة..إسطنبول 2014 .
ستريبر مدريد..مدريد 2014 .
عزيزي دييجو، كيف الحال؟ ..مدريد 2014 .
وعود منتثرة .. القاهرة 2015 .
حضن ماركو..روما 2015 .
سجائري هي كل ما أملكه..مدريد 2015 .
تيك تاك..تيك توك .. نيس 2015 .
ما قبل العاصفة.. القاهرة 2016 .
كولدبلاي والإيمان بالسحر ..برلين 2016 .
ما وراء السور..برلين 2016 .
“التلاشي في الغربة” ..هيرهوجوورد 2016 .
العشاء ما قبل الأخير..براج 2016 .
رسالة واحدة أخيرة، من فضلك .. القاهرة 2017 .
في حضرة الإمبراطورة ..فيينا 2016 .
الاختفاء المنتظر..الإسكندرية 2017 .
أندريا رونكو ..براج 2016 .
ترانزيت 2014 .
خاتمة الرواية :
ثم أنهت ميرنا مؤلفها بفصل أخير تحت عنوان “قبل أن تغلق الكتاب” والذي قامت فيه بتوضيح كيفية تغييرها لبعض الأسماء، وكذا ذكرها أنها ممتنة للأصدقاء، ولخطيبها، ولأسرتها الصغيرة.
ومن أبرز الأمور الملاحظة على الكتاب، أنه مصاغ بشكل محايد،
فستجد نفسك بشكل تلقائي تتفق مع كل ماورد بذكره من تناقضات، أو مواقف، أو حتى وصف لشخص أو حدث بعينه.
لأنه يمثل جانباً كبيراً من حقيقة عاشتها الكتابة، وودت أن تشاركها جمهور القراء، وهو أمر يدل على إحترامها لحياتها ولعقلية القاريء.
إن المرحلة التي وضعتنا بها ميرنا من خلال مؤلفها، قد اكتسبت تفردها،
لأنه ليس سهلاً أن يشارك كاتب في أول مؤلفاته هذا الكم من الأحداث، وهي مخاطرة محسوبة لها في بداية طريقها الأدبي.
هذا بالإضافة إلى أن الأفكار التي تناولت عُمقاً، قد كانت جذابة بشكل كبير، بدرجة شجعت الكثير على شراء الكتاب لمحاولة رؤية “نفسه” بين الأسطر،
ومشاركة أبرز الفقرات على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
أخيراً.. إن “مر مثل القهوة .. حلو مثل الشيكولا” كتاب يصلح للقراءة في كل الأوقات،
حتى وإن بدا أن المناخ المثالي له هو الشتاء حيث المكوث بجوار المدفأة واحتساء مشروبك الدافيء المفضل.
وهو الكتاب الذي لن تتركه من يديك حتى تنهي في كل مرة الصفحة التالية والتي لا تأتي أبداً.
وبامكانك التعرف علي المزيد من الروايات المصرية من هنا .