الأكل المصري حضارة
الحضارات
إن الحضارات هي جملة ما تقدمه مجموعة بشرية علي إقليم جغرافي معين من إسهامها في كافة المجالات
عمارة و أدب و فنون و تراث و أديان و صنائع و حرف و إقتصاد و زراعة و صناعة و غيرها من كافة
مناحي الحياة و أنه لجزء من هذه الحضارة “الطعام” و في هذه المقالة سأصتحبكم في وجهة حضارية مختلفة نراها قليلاً حينما نتكلم عن الحضارة المصرية و الأكل المصري و تاريخه.
قيمة الطعام الحضارية
إن الطعام بأنواعه و أشكاله و طرق إعداده و ما يحويه من نكهات و أصناف يعد من حضارات الشعوب.
و جزء أصيل من ثقافتها و فيه دلالة عظيمة علي مد أصالة هذه الشعوب.
و أنواع الطعام حتي تدل علي مناحي أخرى من حياة هذه الشعوب ، فمثلا تدل أنواع اللحوم و طرق
ذبحها علي ديانة هذه الشعوب.
و علاقتها بمحيطها البيئي و هل تحافظ عليه أم لا و هل تستغل مواردها الطبيعية أم لا ؟
و كذلك فإن كثير من الأطعمة يكون لها خلفية دينية فمثلا بعضها يؤكل في المناسبات الدينية
و بعضها يحرم في أوقات ،و بعضها يحرم علي الإطلاق الخمرو لحم الخنزير عند المسلمين مثلا ،
الطعام ليس مجرد لقيمات و حسب و لا وسيلة البقاء علي الحياة و فقط بل هو ركن من الحضارة و الثقافة للشعوب.
الأكل المصري له أصل تاريخي
و لما كانت الحضارة المصرية حضارة عريقة لها تاريخ أصيل و بعد ديني و اضح و كذلك تأثرت بمختلف
الأطياف التي مرت بها تجد الشعب المصري مختلف الأهواء في الطعام و له باع كبير في مسألة الطعام تلك.
العديد من الأكل المصري التي لها أصل تاريخي كبير و تناولها المصريون منذ القدم و توارثوها أجيال
بعد أجيال يصل الأمر ل آلاف السنين مثل هذه الأطعمة السمك المملح فقد عثر علي بقايا أسماك مملحة في
بعض آثار المصريين القدماء و هو الطعام الذي مازال المصريون يتناولوه حتي الآن في كثير من المناسبات
أشهرها شم النسيم علي سبيل المثال و يتفننوا فيه بعدة طرق للإعداد و أكثر من طريقة للتميلح و التجهيز
و أكثر من نوع من الأسماك.
أطعمة لها تاريخ
و كذلك تجد أطعمة المصريين في جانب منها المشويات من الضأن و الماعز و ما يسمي الكباب و هو طبق
مصري أصيل و إن.كان له أصل تركي أيضا و كذلك حلوي المولد التي إعتادها المصريون في مولد النبوي
الشريف و كانت إحدى عادات الفاطميين في بلاد المغرب و لما كان الفتح الفاطمي لمصر نقلت معه و حافظ المصريين عليها حتي وقتنا هذا.
و لا يمكن أن نذكر الطعام المصري و لا نذكر الفول و الفلافل و هي طعام مصري خالص طبق
من الفول المدمس بالزيت الحار المستخرج من بذور الكتان و عليه بعض من مستخلص السمسم
و يسمونه ” طحينة” هو وجبة المصريين الأهم علي الإطلاق في جميع الأوقات و في جميع المناسبات
و في جميع القري و المدن.
و يتناوله الجميع علي إختلاف طبقاتهم و لا أعتقد أن هناك شعب له حضارة اهتمت بالفول كاهتمام المصريين به لقد أصبح ضيفا مهما حتي في أيام رمضان فهو الوجبة الأهم علي السحور
للمسلمين في شهر رمضان لصعوبة هضمه و بقاءه فترة طويلة جدا في المعدة و ما به من كم هائل
من البروتينات .
و كذلك و جبة ” الكشري” يعني أشهر حاجة في الأكل المصري و هو عبارة عن مجموعة مختلفة من المعكرونة يتم خلطها سويا مع بعض البقول كالحمص العدس الأحمر و البصل و الثوم و الطماطم و يصبح لديك طبق هائل من ” الكشري” الذي هو الطبق المتفرد في مصر عن غيرها من البلدان.
إن الطعام لدي المصريين ليس مجرد وجبة بل هو حالة ففي كل إحتفال أو مناسبة تجد طعاما
مختلفا و مميزا يناسب هذه الحالة و كذاك العديد من الأطعمة لها أصل تاريخي أو موقف.