انا لما بشوف الجمله دي ” لا يشترط الخبره ” ، بعرف اكيد ان الموضوع فيه نصب وفيه زي ما بيقولو ” إن ” ، تخيلوا يا جماعه ، تخيلوا ….. ، لا مش هتصدقوني ، طب تخيلوا اني شوفت اعلان في موقع ما بتاع وظائف وتوظيف الشباب والكلام ده ، ومن ضمن الشروط قال ايه … لا يشترط الخبره ،
مجرد ما شفت الجمله قررت اني اقرا الاعلان ده ، وكان الاعلان :
” مطلوب راقصات شرقيات للعمل في احدي الفنادق ، متوفر لها جميع وسائل الحمايه من توفير السكن وحجره دائمه في الفندق ، مرتب 3000 الاف جنيه كل شهر غير مضاف اليها ” النقطه ” ، ولا يشترط الخبره ولا يشترط مؤهل ولكن يجب ان تكون حسنة المظهر “.
وقتها بئه فهمت وأتصدمت ، اللي يستفز اي شخص في الاعلان ده ، مش الاعلان نفسه ، لا تماما ، اللي يغيظ هو الاعلانات اللي حواليه ، كأنك في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء وفجأه تلاقي شجره تفاح واقفه بطولها كده ،
الاعلان مثلا اللي فوقه بالظبط :
” مطلوب مهندسون لاعمال برمجة في شركة مبتدئة ، حديثي التخرج ، بمرتب متواضع حاليا ، يشترط الخبره ”
اخدت بالك من يشترط الخبره اللي جنب حديثي التخرج دي يا سيدنا ؟؟! ، ازاي هيبئه لسه متخرج وفنفس الوقت يشترط الخبره ، هو تعجيز وخلاص ، الراجل المهندس ده اهله اعدوا يصرفوا عليه ” دم قلبهم ” ، وهو نفسه يتعذب فالدراسه كام سنه ، واهله يقولوه هتبئه مهندس وهتستريح ، خلص دراسه واعمل اللي انت عاوزه ، هيبئه معاك فلوس كتير لما تشتغل ……..
وفجأه يشوف الاعلان ده وتحتيه الاعلان اياه ، يعمل ايه ساعتها ؟؟ ، يا اما انه يروح يتذل شويه والشركه المبتدئه تعذبه ومتديلوش فلوس وتستفيد من خبرته من الدراسه وترميه بعد كده ، ي اما يتنازل عن البكالريوس ويقدم عالوظيفه ام 3000 جنيه غير النقطه ،
مره نجيب محفوظ كان راكب عربيته في اشاره مرور وجنبه عربيه مرسيدس ركباها رقاصه ، ندهتله قالتله شوفت الادب عمل فيك ايه و ” قلة الادب ” عملت فيا انا ايه ؟ ،
ده مجتمعنا بيحاول باي شكل من الاشكال انه يمحي كل علم وكل دين ايضا ، بسبب الجهل والفقر ، وحاله عدم الاستعداد لتقبل مستقبل فيه العلم شئ اساسي ،
انما العلم لدينا و لدي اولادنا اللي بنربيهم هو ” المقبلات ” علي السفره ، لازم نخلصها وتتحط قدامنا عشان ناكل الصنف الاساسي ، الواضح ان عشان تربي ابنك او بنتك صح وتأهلهم لتغير المجتمع ،لازم تفهمه ان علمك مهما كان قليل اوعه تنساه علمه للناس بالعافيه زي ” الشربه ” او الدواء المر لازم هتاخدوا يمكن تخف .
