نبوءة الفاروق بأشج بنى أمية
رأى عمر بن الخطاب ذات يوم رؤيا فقام منها يقول: من هذا الذى يكون أشج من ولدى ويسير بسيرتى ؟،
ويقول عمر بن الخطاب :إن من ولدى رجلا بوجهه أثر يملأ الأرض عدلا .
وقد طوفت هذه الرؤيا بعين إبن الخطاب فتعجب لها لأنه كان قد أصر على حرمان ولده جميعا من الخلافة
حتى من يكون منهم كفئا لها . ولما قص على أهله الرؤيا صدقوه وإنتظروا تأويلها.
تزوج عاصم بن عمر بن الخطاب من فتاة من بنى هلال زوجها له أبوه وقد كان يريد أن يتزوج منها لولا أنه كبر
ولم تبق فيه رغبة لأنه رآها أحق النساء بأن ترتفع من خيمتها فى حواشى المدينة إلى بيوت الخلفاء.
(وهذه الفتاة هى إبنة بائعة اللبن وإسمها ليلى).
قال سيدنا عمر لإبنه عاصم : إذهب يا بنى فتزوجها فما أحراها أن تأتى بفارس يسود العرب .
ولكن الفتاة الهلالية لم تلد لعاصم ذكرا وإنما ولدت أنثى وأسمتها أم عاصم .
تزوجت أم عاصم بعبد العزيز بن مروان والى مصر وأنجبت منه (أبا بكر وعمر ومحمد وعاصم )
ولكن مواريث الأبوين أخذت تجتمع فى عمر أكثر مما تجتمع فى أخوته.
نشأ عمر فى المدينة بناءا على رغبة عم أم عاصم (عبد الله بن عمر بن الخطاب) فقد أحبوه لشبهه بعمر بن الخطاب.
فرح عبد العزيز بن مروان بذلك لأن بنى أمية كان يتوددون لآل الخطاب ويرجون رضاهم عسى أن يؤثر ذلك
فى أهل المدينة فيرضوا عنهم لمكان آل الخطاب فيهم.
وتحققت نبوءة الفاروق :
ففى يوم قدم عمربن عبد العزيز إلى مصر لزيارة أبيه فخرج ذات يوم مع أخيه الغير شقيق الأصبغ
فأتيا معا إصطبل الخيل وبينما عمر يلعب بلا حذر رمحته بغلة فأصابت الرمحة جبينه وكانت شديدة فشجت رأسه،
فصاح الأصبغ ضاحكا حين رأى ما أصاب أخاه وجعل يقول :الله أكبر هذا أشج بنى مروان الذى يملك!
وها هو عمر بن عبد العزيز يخلده التاريخ بإعتباره الخليفة الزاهد الذى ملأ الأرض عدلا ورحمة وأمانا وسكينة
وسار على درب رسوله الكريم وخلفائه الراشدين فحقق نبوءة جده الفاروق وسار لنا مثالا يحتذى فى العدل
والورع والزهد والتقى.