بعد عشره طالت سنينا ماتت الام الحانيه صار زوجها الحزين فى الستينات من عمره ولديه ولدين كبيرين واطفال مازالو صغار . لم يفكر يوما بالزواج من اخرى بعد حبيبته ورفيقه دربه الا بعد الحاح الولدين الكبيرين على الزواج بعد فشل زوجيتهما من النهوض بعبئ اخوتهما , الذى لا يقوم به الا امراه تتفرغ لهذه المهمه .
ولقد وفقهم الله فرزقه تلك الزوجه التى عرفت كيف تعوض صغاره عن الام كانت اما ثانيه بحق . لم تكد تستقر بذلك البيت حتى احس الايتام الثلاثه باثرها الطيب الذى اعاد اليهم الانس الذى فقدوه بوفاه والدتهم التى كانت خير الامهات وكانت لوالدهم من خير الزوجات . فكانت هذه زوجه حنونه لاتنتظر من ينبهها الى واجب , او يذكرها باحسان , اذ كان لها من طبيعتها الكريمه , ومن نشاتها الدينيه , ما يدفعها الى القيام بمسؤليته البيت على احسن الوجوه .
وهكذا مضت الحياه بهذه الاسره فى جو هنئ قلما يعكر صفوه خلاف , ولا يجد الشيطان سبيلا للتسلل اليه , اذ كان التفاهم والموده والاخلاص الذى الحصن الذى يصونه من المنغصات والمكدرات .
وقد عرف لها الجميع هذا الفضل , فلا يجد الحاج على راحته الا عند ما يعود من متجره الى منزله , حيث تستقبله باتسامتها التى تسرى عن نفسه كل المتاعب التى عاناها مع الناس واذا عاد الصغار من مدارسهم تلقتهم بجديد من الحفاوه , التى تجدد شعورهم بجمال الحياه , فيهرعون اليها متسابقين الى قبلاتها وعى شفتى كل منهم النداء الذى تحبه امى ولم يكن ذلك قاصرا على الصغار فقط فالكبار ايضا متعلقين بشده بها يزورونها كلما سنحت لهم الفرصه بذلك فهى حانيه عليهم حنان الام .واصبحت هذه الحنونه موضع ثقه كل الاسره حتى زوجها اصبحت امينه سره وموضع مشورته حتى فى تجارته.
ورغم عيشتها فى بيت اهلها فلم تطلب الكثير فى بيت زوجها فكانت راضيه بما قسمه الله لها بعد ذلك العمر الذى امضته وحيده بلا اطفال وموت زوجها الشاب فلم تطلب تغيير اثاث المنزل حتى قام ابناء زوجها بذلك حبا فيها ولكن تلك العيشه الجميله الهادئه اراد الشيطان ان يعكر صفوها ب………….