أقرأ القرآن و إقرأ الأوراد و الأذكار لكن اشعر بالوحدة و الفتور و أحيانا بالوسوسة
رغم إيماني ؟
هذا سؤال تعرضت له منذ أيام علي أحد مواقع التواصل الإجتماعي و هو أيضا سؤال متكرر و أغلبنا مر بتلك اللحظات لكن القليلون من يشاركون غيرهم في هذا الشعور محاولين تفسير ذلك.
و أقول لكل صاحب إيمان يشعر معه بفتور العبادة و الوحدة عندما تحدث القرآن عن الدعوة للتدبر والنظر كان يريد أن يكون ذلك اقتطاعا من مساحة الزمن لا نهجاً بالإنعزال ، فقط لتكون فترة لترتيب الأوراق و تدبر صنع الله و تذكير القلب بغاية القلب و لماذا
هو هنا
“قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ ..” سبأ
و عندما تكلم على العبادة وسط الجموع كان يعلم أثر الروح التي تحيط بالمجموع و أثر التحدث والبوح وإخراج ما بداخلك وكأنك تفرغ حمل ثقيل ،لكن بالتأكيد مع من يكونون أهل للثقة و قدر المساجد و حلقات الذكر على قلوب الحاضرين و كم لها من أثر الأنس والألفة فحتى العبادة تحتاج لأنيس فيها.
“وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ
عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ
أَمْرُهُ فُرُطًا “_ الكهف
لكل منّا قصته الخاصة مع القرآن
اؤمن أن لكل منا علاقته الخاصة مع القرآن و أن القرآن يهب قلب كل منا شيئا
متفردا خاصا به وحده و قد قرأت هذا من قبل “مقتنعٌ بأنه لا توجد “طريقة” واحدة
لفهم القرآن؛ فلكل منّا قصته الخاصة مع القرآن
قيل في تفسير ﴿الرحمنُ • عَلّمَ القرآن﴾: عَلّمَهُ على أيّ قلب ينزل، وفي أيّ قلبٍ يستَقِرّ.. وكان الشعراوي يقول: إنّ القُرآنَ
يُخاطِبُ مَلكاتٍ خفِيّةً في النَفْس لا نعرفُها نَحنُ، ولكن يعرفها اللهُ.”* ابحث عن هذا
الشئ الخاص بك الذي يلقيه فيك القرآن و إن تقرأ تلمّسه صدقني ” ستطمئن”
و يسكن قلبك.
احزن ولكن كن مع الله
و عليك أن تفهم أن الحالة النفسية ليست -بالضرورة- متّصلةً بمدى إيمانك، وقوة يقينك، وعلاقتك بالله؛ هذا موسى -عليه السلام- كان يقول ﴿ويضيق صدري﴾، ويعقوب بكى حتى ابيضّت ﴿عيناه من الحزن﴾، ووصفَ الله نبيّنا بقوله: ﴿فلعلك “باخع نفسك” على آثارهم﴾ و باخع أي: مُهْلِك نفسك من الغم والحزن. و أخيراً اعلم أن الإيمان يزيد و ينقص و يمر الواحد منا فترات تثقل عليه العبادة و يفترعزمه حينها إياك و تركها و إن كانت مجرد حركات تؤديها و لا تشغل نفسك و توهمها بفكرة الوسواس لأن غالبها يكون من صنع تصورنا ومن الشيطان
إذاً فالإيمان و فتور العبادة و المشاعر السلبية التي نشعر بها أحياناً كلها ليست متشابكة دائما ولا مرتبطة ببعضها البعض ذلك لأن الإيمان غير ثابت بتغير حالة صاحبه تتغير الأمر الذي يتعلق بطرق تعبدك و نسكك و علاقاتك الإنسانية حتي ، في معاملاتك و علاقاتك الإنسانية أيضاً عبادة و لها أثرها في النسك و حالتك الإيمانية .
اجعل حبلك مع الله موصولا مهما أثقلتك الهموم
محاولاتك لإخراج نفسك من حالة الوحدة و الفتور لابد ألا تكن مقتصرة علي زيادة جرعة النصوص الدينية و لا القراءة بل زيادة مساحة الإختلاط الإجتماعي مع عدم ترك ما اعتدت عليه حتي و إن كان شعورك به أقل . و من سلك درب الله لا يضل و إن تعب لكن مصيره دائما للوصول