لقد اصابت الحيه الناريه بنى اسرائيل وهم يجوبون صحراء سيناء على شاطئ البحر الاحمر عقب عبورهم اليم كما جاء فى نصوص التوراة . والمرض يبدو لاول وهله غريبا عن اذن السامع مثيرا للدهشه ولكن امره معروف عند اقدم الحضارات واغلب الشعوب التى توجد بها المناطق الموبوئة فى العالم الا وهى : وسط افريقيا وسواحل البحر الاحمر والعراق والجزيره العربيه والهند وباكستان , وتوجد المناطق الموبوءة ايضا فى جزر البحر الكاريبى وبعض بلدان امريكا الجنوبيه .
وقد عرفه قدماء المصريين وورد ذكره فى نصوص البرديات الطبيه مثل برديه ايبرس وبرديه ادوين سميف , كما عرفه اطباء الاغريق واطباء الرومان .وكان الطبيب القديم جالينوس حوالى عام (150 م ) يسميه مرض الفرتيت ويظن ان سببه افاع صغيره . وقد عرف هذا المرض في ارض الحجاز فى المدن وما حولها , حيث توجد ابار المياه , وقد عرف اهل المنطقه مؤخرا ان الابار هى السبب فى انتقاله فاطلقوا عليه اسم المدينى او المدينه . ولكنهم كانوا على قناعه بان ليس سببه دوده او حيه بل عرق من عروق الجسم قد انحل وخرج من الجلد لهذا يقول عبدالله بن يحيى ان العرق المدينى يوجد في البلدان الحاره وانه ينتج عن شرب الماء الردئ كما ينتج عن البلغم الحار الذى اصبح حادا ”
اما قسطا بن لوقا فيقول فى كتابه عن البلغم رايت فى سامراء رجلا تكون في جسمه اربعون عرقا ولكنه تخلص منها ”
وفى كتاب العلامات لمؤلف مجهول الهويه جاء ما يلى ” ينشا المرض لان عصبا ينحل فيشعر المريض بان هذا الشئ يتحرك ”
اما الطبيب الاسلامى الكبير ابو بكر الرازى وهو المشهور بوصفه السريرى فيقول “فى المستشفى رايت فى الجلد شيئا ممزقا ومن ثم فتحنا ذلك المكان دون ان نهتم بالبحث عن العرق , لكننا فتحنا الجرح حسب الاصول بالاصابع ثم عالجناه فشفى تماما “ويستطرد الرازى قائلا ” اخبرنى ابن اخت الحصن بن عدويه انه قاسي من عرق المدينه وكان العرق قد قطع اكثر من مره ثم امره رجل من الحجاز ان ياخذ نصف درهم من الصبره المره , ففعل ومن ثم توقف الالم فى الحال , ولم يخرج منه اى عرق لقد كان هذا الرجل ذا مزاج حاد وعروق كثيره وكان كثيف الشعر قوى العضلات .
نكمل ان شاء الله فى المقال القادم