الموت ما هو إلا بداية الخلود
“كلُ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ”
آل عمران إن الموت حكم الله علي عباده و هو النهاية الحتمية لكل نفس خلقها الله ، لكل بشري لتكن نهاية الرحلة المؤقتة و بداية الحساب و الحياة الخالدة التي لا تنقطع فإما نعيم و جنان و إما عذاب ” سلم يارب سلم” وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ” النجم
توصية الإسلام على إتباع الجنائز
و لتسارع الحياة و لكونها أصبحت مادية جدا و ألهت العديد من العباد فقد أهدروا حق الميت الذي أوصى به
ديننا الحنيف فقد أوصى حتي لهذا الذي إنتهت أوقاته معنا إن يكن له نصيباً من الخير قبل رحيله و في دقائقه الأخيرة في دنيانا ، فقد أولى الإسلام اهتمام بمراسم الجنازة و أوصى بها و بإتباع الجنائز و جعل في ذلك خيرا كثيرا من باب أنها تذكرة للعباد بنهايتهم الحتمية و مصيرهم المحدد مسبقا لعلهم يعملوا لهذا اليوم و من باب آخر هو تسلية لروح الميت و عزاءا لأهله و تصبيرهم علي الفقد و الحزن و المصاب الذي الم بهم و قد ورد في أحاديث النبي صلي الله عليه و سلم أن إتباع الجنائز حق للمسلم علي أخيه المسلم تأكيداً علي ضرورة القيام بهذا الفعل و زيادة لروابط المسلمين حتي في مماتهم .
حق المسلم على أخيه المسلم
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعا: حق المسلم على المسلم خمس:
ردُّ السلام، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس. رواه البخاري ومسلم.
وعنه أيضا ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين. رواه البخاري ومسلم.
ما هي آداب الجنازة
و جعل أهل الفقه للجنازة آداب و توصيات يعمل بها المسلمون و منها أموراً ثلاثة:
- أن يصلي على الميت: قال زيد بن ثابت: إذا صليت فقد قضيت الذي عليك.
- أن يتبع الميت إلى القبر، ثم ينتظر حتى يدفن فلا يصح الإنصراف قبل الدفن، لحديث أبي هريرة:
«من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط، وإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط مثل أحد». - أن يقف بعد الدفن، فيستغفر له، ويسأل الله له التثبيت، ويدعو له بالرحمة، فإنه روي عن النبي
صلّى الله عليه وسلم أنه كان إذا دفن ميتاً وقف، وقال: «استغفروا له، واسألوا الله له التثبيت، فإنه الآن يسأل .
و لانه من عظيم هذا الشرع الحنيف أن أهتم بأمر أتباعه من ميلادهم حتي وفاتهم و جعل لكل حركة في حياته
أمرا من النسك و العبادة ليذكره دائما أن حياته كلها لله سبحانه و تعالي و عليه ألا ينسي دوره في هذا الكون من عمارة الأرض علي نهج الله و كذلك أن يكن بين المسلمين روابطهم القوية التي تجمعهم في أوقاتهم حتي الموت .