جبــروت مـــــلاك
ظلت تنظر إلى التميمة
وتفكر
مجرد النظر إليها كان ينفذ عليها حكم الإلقاء بالمحرقة
ستون مرة بالثانية
تميمة غريمتها هي
أهدتها له وقد صنعتها من العاج المغطى بلون الخشب
ومحفور عليه نقوش من تعويذاته العشقية
المقدسة
تعويذة .. تصون لها الحب في قلبه
كفيله وقع نيرانها بإضرام المشاعل
في أقوى قلوب النساء
وفي نظرتها المستعرة بأقوى شرارات
الأسلحة النووية والذرية الموقوتة
والأسلحة التي لم تخترع بعد
اشتعلت الأفكار الطاغوتية أيضا
أهل تقذفها في وجهه حينما يأتي
لا لن يؤتيها أي ثمار من فعلتها
فإن كانت تهمه هي وصاحبتها
كان أخفاها عنها ولن يلقيها في أي مكان
بإهمال كما ألقى بقلب مهديتها
وهو الطفل العنيد إذا استسلمت لطاغوتها
نحوه
سوف يستمسك بها أكثر
وتعطي للتميمة أكبر من قدرها
إذا فلتقذفها تحت عجلات قطار
ماذا .. فلتقذفها تحت عجلات قطار
لتتهشم هي وقلب تلك الغريمة
الـــ
لن يعنيه الأمر شيئا إذا ألقتها
لن يبحث عنها .. التي ألقاها بإهمال أمام محبوبته
لكن مجرد وجودها أمامها كفيل بتحويل الملاك الحارس
إلى جبروت امرأة غيورة يستفيض منها الحقد على نفسها
تفحصت التميمة لآخر مرة
فتحت النافذة …. وبكل ما أوتيت من قوة
ألقتها بطول ذراعها وكأنها تلوح بهتاف في مظاهرة
أفحمتها أسبابها
وبسرعة البرق
استجاب القطار لمطالبها
ودهس التميمة وقلب الغريمة
و قلب الملاك
……………………
فكيف يرتاح قلبها
حتى في ذلك الحين
وهي تدهس بقلب أخرى
كل ذنبها أنها أحبت
وأقحمت نفسها بحياة من تحب
فهي امرأة ….وهي تعرف مدى هشاشة قلب امرأة عشقت
حتى وإن كانت غريمتها
أحالة نفسها لموقفها
إذ علمت بما جرى لتميمتها
التي تخيرتها بتأنق بعد حيرة طويلة
وتأنقت أيضا باختيار تعويذتها
فكادت تصفع نفسها على جبروتها
وتخللها المزيد من عذاب الضمير
ولكن …. إن بقيت .. يا ويلها … تستشيط نارا أيها البشر
ولكن لن تغفر لها مبرراتها أمام .. ملاك امرأة حوله الغضب إلى جبروت غائرة
ولم تقوى حينها على تفييم جبروتها على تلك حينما وسدت قلبها تحت عجلات القطار
أم كان جبروتها على نفسها حينما دهستها بضمير جبروت ملاك حملها عجلات قطار تفوق ثقله عجلات القطار الذي دهس التميمة .