بعد ذلك التحق عبد الناصر بمدرسة بالقاهره تسمى النهضه الثانويه فى عام 1933
وكانت بحى يسمى الظاهر ولكنه انغمس اكثر فى العمل السياسى فكان رئيس اتحاد مدارس النهضه الثانويه وقتها
فى هذه الفتره ظهرت لدى عبد الناصر مواهب لم تكن من قبل فبدأ يهتم بالقراءه وخصوصا فى التاريخ
والموضوعات الوطنيه فاهتم بالقراءه عن الثوره الفرنسيه وقرأ عن (روسو وفولتير )
لدرجة انه كتب مقاله بعنوان فولتير رجل الحريه ونشرت فى جريدة المدرسه
وقرأ غيرها من الكتب التى اثرت فى شخصيته الثوريه فيما بعد
فى عام 1935 لعب الطلبه الدور الاساسى فى الحركه الوطنيه التى كانت تطالب بعودة الدستور فى هذا الوقت
كتب عبد الناصر خطاب الى صديقه حسن النشار قال فيه (لقد انتقلنا من نور الامل الى ظلمة اليأس ونفضنا
بشائر الحياه واستقبلنا غبار الموت فأين من يقلب كل ذلك رأسا على عقب ويعيد مصر الى سيرتها الاولى
يوم ان كانت مالكة العالم .اين من يخلق خلفا جديدا لكى يصبح المصرى الخافت الصوت رافعا رأسه يجاهد
بشجاعه وجرأه فى طلب الاستقلال والحريه .
قال مصطفى كامل لو نقل قلبى من اليسار الى اليمين او تحرك الاهرام من مكانه المكين او تغير مجرى النيل
فلن اتغير عن المبدأ كل ذلك مقدمه طويله لعمل اطول واعظم فقد تكلمنا مرات عده فى عمل يوقظ الامه
من غفوتها ويضرب على الاوتار الحساسه من القلوب ويستثير ما كمن فى الصدور ولكن كل ذلك لم يدخل
فى حيز العمل الى الان ) لقد كان هذا الخطاب من عبد الناصر الذى لم يكن يتجاوز العشرين من عمره وقتها؟
فى يوم 9 نوفمبر 1935 صدر تصريح من (صمويل هور) وكان وزيرا للخارجيه البريطانيه
وقد قال فى هذا التصريح عن رفض بريطانيا عودة الحياه الدستوريه فى مصر .
بسبب ذلك قامت المظاهرات فى البلاد من قبل الطلبه والعمال للتنديد بهذا التصريح
وكان لعبد الناصر دورا فى هذا حيث قام بقيادة مظاهره من تلاميذ المدارس الثانويه
وقد واجهتها قوة من البوليس الانجليزى واصيب وقتها عبد الناصر بجراح فى جبينه بسبب رصاصه مزقت الجلد
ولكنها لم تنفذ الى الرأس وقتها كانت المظاهره بجوار مقر لجريدة الجهاد فحمله اصدقائه الى مقرها
وعالجوه وفى اليوم التالى وضع اسمه فى الجريده مع الجرحى والمصابين
وقال عبد الناصر عن ذلك فيما بعد (وقد تركت اصابتى اثرا عزيزا لا يزال يعلو وجهى فيذكرنى كل يوم
بالواجب الوطنى الملقى على كاهلى كفرد من ابناء هذا الوطن العزيز .ويستمر قائلا فى هذا اليوم وقع
صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبد المجيد مرسى فأنسانى ما انا مصاب به ورسخ فى نفسى ان على
واجبا افنى فى سبيله او اكون احد العاملين فى تحقيقه حتى يتحقق وهذا الواجب هو تحرير الوطن من
الاستعمار وتحقيق سيادة الشعب وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء صرعى فازداد ايمانى بالعمل على تحقيق
حرية مصر).
واخيرا جاء اليوم الذى رضخت فيه السلطات الى الشعب وقاموا بإعادة الدستور فى يوم 12 ديسمبر 1935
وفى ذلك الوقت كان عبد الناصر ومعه عدد من الطلبه يذهبون الى بيوت الزعماء لطلب الاتحاد من اجل مصر
وفى ذلك الوقت تكونت (الجبهه الوطنيه سنة 1936) وعلى اثر ذلك قام عبد الناصر بكتابة خطاب الى
حسن النشار قال فيه (يقول الله تعالى .واعدوا لهم ما استطعتم من قوة . فأين تلك القوه التى نستعد بها لهم ان
الموقف اليوم دقيق و مصر فى موقف ادق)