عندما عاد جمال عبد الناصـر من فلسطين ادرك تماما ورسخ بداخله ان المعركه الحقيقيه هى معركته امام الاحتلال
والفساد الذى تعيش فيه مصر فقد كانت تنتشر فى مصر بصوره عامه عمليات الفساد من قبل السياسيون
واصحاب النفوس الذين كانوا يكدسون الاموال من الاسلحه الفاسده التى كانوا يرسلونها الى اراضى فلسطين؟
كان هدف عبد الناصر وغيره من جماعة الاخوان المسلمين هو انهاء حكم اسرة محمد على من مصر واخراج الملك
فاروق نهائيا من مصر وكان هذا الهدف الذى رسخ لديهم من عام 1948 الى العام 1952 .كانت جماعة الضباط
الاحرار تنتوى القيام بالثوره العظيمه فى عام 1955 ولكن ظروف البلاد فى هذا الوقت كانت تستدعى التصرف
وبشكل سريع .كان عبد الناصر فى نهاية عام 48 قد عين مدرسا فى كلية اركان حرب فقد خاض امتحانها ونجه
فيه بتفوق .
وفى الوقت نفسه قام عبد الناصر بتأليف لجنه تنفيذيه وقد كان قائدا لها وكانت تضم معه كمال الدين حسين
وعبد الحكيم عامر وحسين ابراهيم وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادى وانور السادات ووخالد محيى الدين
وزكريا محيى الدين وحسين الشافعى وجمال سالم .
هذه اللجنه هى التى اصبحت فيما بعد مجلس قيادة الثوره.
فى يوم 8 مايو سنة 1951اصبح عبد الناصر فى رتبة بكباشى (مقدم) بعدها قرر عبد الناصر مع مجموعته
الاشتراك فيما سمى بحرب الفدائيين والتى كانت تدور احداثها فى فى منطقة القتاه ضد البريطانيين والتى استمرت
حتى عام 1952.وبالتأكيد توالت الاحداث فى تلك الفتره والتى كانت تزيد من غضب الضباط الشعب معا
الى ان وقع (حريق القاهره) فى يوم 26 يناير 1952وقد حدث بسبب اندلاع المظاهرات بسبب مذبحه
رجال البوليس التى قامت بها القوات البريطانيه فى الاسماعليه وقد قتل فى تلك المذبحه 46 شرطياواصيب 72.
عندما حدث حريق القاهره لم تحرك السلطات ساكنا ولم تصدر اومرها للجيش يالنزول الى القاهره الى فى عصر
اليوم التالى وقد دمرت الحرائق 400 وتركت 12ألف شخص بلا سكن اومأوى .بلغت الخسائر وقتها 22 مليون
جنيها مصريا.
ولكن بعد ان عين المللك فارق اللوء حسين عامر رئيسا للجنه التنفيذيه لنادى ضباط الجيش حدث صراعات
بين الضباط الاحرار والملك فاروق بسبب كرههم لحسين عامر وعدم رضاهم بتعيينه .وقام الضباط الاحرا
بتعيين محمد نجيب للرئاسه وقد نجح بالاغلبيه .
(بيان الثوره)
واخيرا جاءت اللحظه الحاسمه فبعد ان قام الضباط الاحرار بإحتلال مبنى الاذاعه والتليفزيون قاموا بإذاعة بيان الثورة التالى
“إجتازت مصر فتره عصيبه فى تاريخها الاخير من الرشوه والفساد وعدم استقرار الحكم .وقد كان لكل هذه العوامل
تأثير كبير على الجيش .وتسبب المرتشون والمغرضون فى هزيمتنا فى حرب فلسطين.وأما فترة ما بعد الحرب
فقد تضافرت فيها عوامل الفساد.وتأمر الخونه على الجيش. وتولى أمره إما جاهل او فاسد حتى تصبح مصر بلا
جيش يحميها. وعلى ذلك فقد قمنها بتطهير انفسنا وتولى امرنا فى داخل الجيش رجال نثق فى قدراتهم وفى خلقهم
وفى وطنيتهم ولابد ان مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب .
أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب،
وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية،
وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛
لأن هذا ليس في صالح مصر، وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء
الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم
وأرواحهم وأموالهم، ويعتبر الجيش نفسه مسئولاً عنهم، والله ولى التوفيق”.
نجحت الثوره واجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد وقد غادر البلاد بعدها وعقب ذلك بيوم
تم إعادة انتخاب عبد الناصر رئيسا للهيئه التأسيسه للضباط الاحرار؟
فى يوم 18 يويونيه 1953صدر قرار مجلس الثوره بإلغاء الملكليه واعلان الجمهوريه وتعيين محمد نجيب رئيسا
لجمهورية مصر العربيه وفى هذه الفتره كان عبد الناصر نائب رئيس الوزراء ووزير الداخليه فى الوزاره التى
تشكلت بعد بعد اعلان الجمهوريه وكان يرئسها محمد نجيب ثم ترك عبد الناصر منصب وزير الداخليه وحل مكانه
زكريا محيى الدين واحتفظ بمنصب نائب رئيس الوزاره.بعد ان تم تعيين محمد نجيب رئيسا توالت المشاكل بينه
وبين مجلس قيادة الثوره فقام بالاستقاله وعين بدلا منه جمال عبد الناصـر رئيسا لمجلس قيادة الثوره
ورئيس الوزراء فى عام 1954
وقد كانت اسباب الخلاف بينه وبين مجلس قيادة الثوره تكمن فى طمع محمد نجيب بالمزيد من السلطات والمناصب التى تجعله ينفرد دون غيره من اعضاء المجلس بالامر الناهى فى كل شئ
وما كان من المجلس الا ان رفض الانصياع الى رغبات نجيب .زمن وقتها اصبح عبد الناصر رئيسا لمصر
الى يوم وفاته فى 28 سبتمبر 1970. وسيظل الشعب المصرى دائما يتذكر جمال عبد الناصـر وما فعله لهذه البلاد
من تأميم لقناة السويس وبناء السد العالى وغيرها من الانجازات التى اوصلت مصر الى ما هى عليه الان