هل فكرت في الرحيل ؟
كثيرا ما يصدمنا الواقع ، ونجد نفسنا قد تحولت مساراتنا الي مسارات اخري لم يحدث يوما ان جلسنا واخترناها ،
وكثيرا ما نختار ونصر علي اختيارتنا وبعد مرور الزمن بتجاعيده نكتشف اننا اخطئنا الاختيار ،
و احيانا نبني حياه ونسهر لنشيد كل صغيره من تفاصيلها ونضع بصماتنا التي تجعلنا غير منسيين في هذا المكان
ولكن نجد انفسنا قد بنينا ما لم نكن نحلم به وتركنا مقابله حلم عزيز وامال كان مجرد الحلم بها شئ من المتعه ،
او نقع في حب شخص ما ونسعي لارضاء حبنا ونجعله يقترب من المثاليه وندفعه دفع ناحية السعاده
و نكتشف اننا اخطأنا في محاولة الوصول للمثاليه و ان نكون عامل الدفع ، فقط لو كنا تركناه ينمو في تربته
دون ان نضع له المدمار كان لسار الي الافضل ،
السؤال الذي يطرأ في الذهن في هذه اللحظات هي ان ترحل دون اي مقدمات ولا مؤشرات ، فقط الرحيل ،
وترسم خططك فماذا تفعل حين تعود ؟ … ،
هل سنجد طريق اخر لنسير به هل سنحقق امالنا واهدافنا التي قد تخلينا عنها ،
ام نصل الي حاله من حالات النسيان لما قد اذنبناه في حقنا ، هل سنعتبر هذا فعلا ذنب ؟ ،
هل سيكون لدينا من الجرئه ان نبتسم ونقول ” نعم حققنا انجاز ولكن ليس هذا ما اردته فتركته
ورحلت لابحث عن ذاتي ” ،
كل هذه الاسئله التي تقف امامنا عزيزي قارئ موقع مقالات ،هي عقبات طريق الرجوع ، وكأنها العقوبه التي تجردنا
من تفاصيلنا ، حتي ترسخ داخل نفوسنا شئ واحد اننا مهما حققنا لو تعبنا فليس من حقنا اي شئ تراجعنا عنه ،
هذه هي الحياه لا يمكنك الرحيل ، اذا كنت قد سرت في طريق شرط وحيد ان تعود منه بالاتجاه المعاكس
هو ان تتجرد من كل خطوه قد حققتها صوب هدف لم تشعر انه حلمك ،
ان كنت اريد ان اكون واقعيه فحياة كل منا لا يصلحها نصيحه ولا يغيرها تصرف مؤقت ،
الحياه معركه ساحه لا يعترف فيها بالقوانين والارشادات و الممنوعات ، بل انها ساحه قتال
مجرد حرب حتي تصل الي ما تريد او لتتخلي عن شئ لم تشعر بانتماءه لك ، فقط حين ترتدي زي المعركه …
ستاخذ معك سلاح واحد ” الشجاعه ” ، الحياه درب اما ان تسير علي خطي قد ارتسمتها لك الايام او ترتسم انت
خطي لايامك فكلا الحالتين ، لا تتخلي عن نجاح حتي وان لم يكن في درب قد اخترته لانك من انجزته هو ملكك ،
الحياه ملكك وانت من سيديرها احيانا تخرج من تحت سيطرتك ولكن كن عليم كيف ستتقبلها او تواجهها واياك ان تفكر في الرحيل دون ان تنهي ما تود الرحيل عنه .