أنا وأمى وقطعة الكعك!
أنا وأمى وقطعة الكعك!
كنت فى الخامسة حين اصطحبتنى والدتى لذلك الحفل الكبير..
حفل زفاف احدى أقربائى وقد ألبستنى فستان عروسة أبيض وطرحة بيضاء مطرزة
كنت فى منتهى السعادة أكاد أتذكر لمعة عيناى وأنا أنظر بزهو فى المرأة
وكنت أبدو كتلك الدمى الجميلة التى كنت أملك منها ثلاث جميعهن ترتدين ثوب الزفاف!
والأن بعد أن أصبحت شابة فى مقتبل العمر أصبح الذهاب لحفلات الزفاف واجب مقدس نستعد له أنا وأمى لأيام حتى نبدو فى أبهى طلة فنكون محط الأنظار ومحل اعجاب الجميع..
أنا لا أميز وجهها ! من هى يا ترى ؟ هممممم ربما نعرف العريس !
لا لم أره من قبل فى حياتى.. أمى زفاف من هذا؟
الأم: شششش أخفضى صوتك ماذا قلت لك عن صوتك وأنتى تتحدثين؟
يجب أن يكون ناعما جذابا .. ألم أعلمك شيئا؟!
أخفض صوتى وأسألها مرة أخرى .. أمى زفاف من هذا؟
تتجاهلنى وتجرنى خلفها لنجلس على طاولة فى منتصف القاعة ..
أمد يدى لأتناول شيئا منن الكعك المنثور أمامى تسبقنى أمى بضربة خفيفة على يدى
لا تأكلى هذا فقد ازداد وزنك كيلوجراما ,لما لا تتجولين قليلا بالقاعة فلا يجب ان تخفى مثل هذا الفستان خلف الطاولة.
لا أستطيع المجادلة فلا سبيل للفوز فى نقاش أمى هى الطرف الثانى به!
أهم بالقيام فتجذبنى لتهمس بأذنى تذكرى ما علمتك ولا ترتجلين فكلانا يعلم أننى من أجيد التفكير بيننا!
أبتعد عنها وأتهادى بين الجمهور الذى يحيطنى بالأهتمام وأصبح تحت الأضواء
أنتظر اسدال الستار منذ أن بدأت تلك المسرحية السخيفة المكررة ورغم أننى أتقن دورى
لا أسمع تصفيق فألقى بابتسامه هنا وهناك وأرقب بحذر وجه أمى وأفكر هل أغفلت شيئا؟
هل ستوبخنى أم تثنى علي؟ هل..
فيقاطعنى صوت عميق هل ترقصين معى؟
أنظر لأمى فأرى أول ابتسامة منذ بداية السهرة فأرقص وأرقص
يكلمنى فلا أستطيع الرد
تتوقف الكلمات فى حنجرتى فأحاول مرة أخرى فأتلعثم وأرفع ناظرى لتستقر عيناى بعينيه ويرى دموعى
ويتعجب ماذا يبكى أجمل عيون فى الدنيا ؟! أتمالك نفسى وأقول سأفتقد العروس ..
يبتسم ولكنى لم أرك معها من قبل! فتلاحظ أمى ما أنا فيه من اضطراب وتأتى لتصلح ما أفسدت
وتجذبه لطاولتنا بحديثها المنساب الذى ينتهى بدعوة للغداء بعد يومين وأنا شاردة طوال الوقت أفكر ..
هذه فرصة سانحة لأتناول قطعة من الكعك دون أن تلاحظنى !