أنا لا أصلي ….. يا تارك الصلاة اقترب
أنا لا أصلي
أنا لا أصلي إنها أول الكلمات التي بدأها معي أحدهم كانت الكلمات بالصراحة بما كان و كانت
روح صاحبها و كأنها تتعلق بقشة تنجيها أو كلمة تذهب حزنها و تشفي روحها.
محبة الحق
قال السائل بقلب يدمع ” أنا لا أصلي ” ، فرأيت نفسي مسترسلاً ” لن أذهب بك إلى مساحة الأحكام الشرعية
في ترك الصلاة ، و كذا لن أذهب بك إلى مساحة فرضية الصلاة ف أنا لست شرعياً غير أنك تعرف تلك الأحكام
جيداً و إلا ما أحسست أن هناك مشكلة لديك تحتاج المساعدة فيها ” و هذا بالمناسبة رائع” لكن سأذهب معك
إلى مساحة شخصيتك الإنسانية القويمة التي يجب أن تكون عليها من الإنصاف … محبة الحق ، و اعطاءه
لحق غيره و إلا لن تفيد النسك أو غيرها ، و لا يمكن أن يكون هناك حق أغلى من حق الله ع عباده
و إن شئت فاقرأ
“اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ
ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ “_غافر
أليس من حق من خلق عليك أن تعبده ؟ ، كمال خلقه و تدبير أمر ،و لطف خفي ، و رزق كريم ،
و كون فسيح ، ألا يدفعك ذلك لإعطاءه حقه ؟! ، لتحترم ذاتك و نفسك بإن تراها أدت أولى حقٌ
عليها ف الوجود و إلا فلا خيرفي أي حق تسعي لتأديته مهما تعبت فيه و مهما أخلصت فيه و مهما
كان خيّراً لأنها تركت أصل الحق وهو حق وجودك.
الصلاة درعك وسيفك
المساحة الثانية التي يجب أن نذهب لها هي مساحة راحتك أنت و احتياجك أنت”هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِ
لَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “
ضيقك و كربك ، ألمك و همك من قادر على دفعه عنك ؟ نجاحك و توفيقك من قادر على توفيقك إليه ؟
و كذا روحك و قلبك نفسك و ذاتك من يهديها السلامة و السكينة و الطمأنينة ؟! من غير الله .
كل ذلك الإحتياج منك لله يدفعك دفعاً إليه ركداً و سعياً حثيثاً ليس صلاةً فحسب و ذكراً و تضرعاً و قياماً
و دعاءً لا لكونه حقه عليك بل لإحتياجك أنت لهذا الزاد لتستمر ، لتقاوم ، لتقف على قدميك ف هذه الحياة
التي تفيض بالحزن و الإنكسار .
واعترافك” لا أصلي ” مفاده أنك تعلم أن عليك حق لم تؤديه و لا يسأل على الحق إلا من أراد السداد ،
و أنك لك قلب انهكه التعب و إشتد به السقم و لا يسأل ع الدواء إلا من أرآد الشفاء …
علمت ما عليك و تعرف ما تريد لهذا سألت
فلا تبخل على نفسك بالإنصاف لحق الله عليك و تقرب لله و لو حبواً و سيأتيك هرولة ، و لا تبخل ع نفسك
في ن تكون عابدة لخالقها ، لما تمنع نفسك رزقها و راحتها و هي بيديك ؟! .. و اعلم ان لا حواجز بينك
و بينها إلا كائن اتخذ عهداً على نفسه بأن يغويك و يهوي بك ف مكان سحيق … و الغريب أنك تعلمه إنه
” الشيطان” فلا تكن عونا له ع نفسك ، و نفسٌ أخبرت أنها ” أمارةٌ بالسؤ” فلما تطيعها ؟!
ارجوك كن مع الله
أرجوك صل ، أرجوك كن مع الله ، أرجوك لا تيأس م نفسك ، أرجوك قف و عد ، أرجوك لا تكلف نفسك
ما لا تطيق بأن تواجه الدنيا بدون معية الله فهو أقسى ما يمكن أن تفعله بها ، أرجوك مهما أحسست بالثقل
حينها فهو ثقل الران الذي تدفعه على قلبك و جبال الضعف التي وضعها الشيطان تدفعها عنك بركة الصلاة
فتحمل ألم الدفع عنك بدل من أن تلاقي ألماً لن تتحمله ببقاءها عليك … أرجوك أريد أن أراك في الجنة.