وحتى القمر أغلب حياته لا يكون مكتملاً
هي بيضاء و طويلة و لكن عيناها ليست جميلتان، هي فكريا رائعة و لكن إهتمامها بنفسها ليس بالدرجة
المقبولة ،هي لطيفة و عاقلة لكنها ليست ست بيت ، أحب فطرتها لكن هي ليس بدرجة الجمال التي أريد .
كلها تعليقات للشباب علي بعض من يتقدم لخطبتهن و يرى النقص في بعض الجوانب و كأنه صدم من هذا
النقصأو كان يتوقع كمالا لا ينتقص منه شيئا لا في الدين و لا العلم و لا الفكر و لا الجمال و لا الأخلاق و لا
أعمال المنزل ، و هو تصور غريب حقا، هل يمكن أن تكن هناك فتاة كاملة ؟
هل هناك فتاة كاملة؟
هل يمكن أن تكن هناك فتاة كاملة ؟ في الحقيقة نعم و لكن إذ كان هناك شاب كامل و هذا ليس موجود أذاً
فليس ثمة فتاة بها كافة الصفات الرائعة و تشبه بياض الثلج .
إن مسألة اختيار الزوجة المناسبة لأمر في منتهى البساطة أو في منتهي التعقيد علي حسب نظرة الشخص
لمسألة الزواج و تصوره عن الزوجة التي يريد و هل على إدراك كامل بأن تلك الفتاة التي يريدها زوجة له
هي الأخرى إنسانة بها نقص و ضعف كما فيها رقي و جمال .
إن درجة سعادته بها و قناعته بها معتمدة في الأساس علي درجة رضاه و غضه لبصره و إيمانه
بأن الحياة الزوجية الناجحة تقوم على التغافل و التغافر ،و ليس على الصفات و حسب فكم من أشخاص
لهم من الصفات الجميل و لكن عند التعامل معاهم نرى أنهم غير مناسبين أو أن ثمة أخطاء في شخصياتهم
لا يمكننا تجاوزها أو أن كل طرف يحاول جذب الطرف الآخر بإتجاهه و هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال .
كيف تنجح في إختيار زوجتك
إن نجاحك في اختيار زوجتك يتوقف علي نجاحك في إيمانك بذاتك و ثقتك بنفسك و أن دفة هذه العلاقة بيديك
و أن الزوجة التي تريد ليست مصحة نفسية و لا دار للشفاء لتبقي نفسك علي عللها في انتظار أن الزوجة
المنتظرة هي التي ستصلحك كمن يقول ” لما اتجوز هبطل سجاير” كلام ليس له أي منطق كأنك تقول سأدخر
لها عيوبي و عليها أن تصلحها و هو ذات المنطق الذي ترفضه أنت في اختيارك لها ألا تكون صاحبة أخطاء أو نواقص و هو لأمر غريب تريد الكمال فيها و كذلك تدخر لها كل عيب فيك و عليها إصلاحه و إلا فهي لم
تستطع أن تحتويك .
الزوجة إنسانة وليست تمثال للعرض
إن الزوجة إنسانة لها شعور تمنت من الله زوجا صالحا تقيا يرعاه و يوفر لها حالة الستر و الأمن و يملأ قلبها
بفيض العاطفة التي تدفعه و يتحمل عن كاهلها مصاعب الحياة و يكن أباً و زوجاً و أخاً لها ، شخص يؤمن بها
يرى في وجهها أصل الجمال و في روحها نسمة العبير و في يدها شفاء لأسقامه كلها ، تريد أن ترى بعينه لمعة الإعجاب التي لا تنطفئ و الشغف الذي لا يتوقف ، تريد أن تكون سيدة بيتها و ملكة قصر قلبك ، لا تريد أن ترى
في عينيك جدول مقارنات بينها و بين غيرها أو مطالبات بالتغير خاصة و إن كانت صفات أصيلة فيها و ميولة
ليس لها يد و لا قدرة على تغييرها ، تريد من يحب أفكارها و يشاركها بها و إن لم تكن ذات أفكاره
تريد من يفرح لعمل يديها و يساعد به ، و يتجاوز عن أخطاءها ما لم تتعدى قدر الكرامة و لم تتخطى
الخطوط الحمراء .
مثلما ما تفكر في رغباتك و اختيارك و بيتك التي تريد تذكر أيضاً أنك أيضاً انسان فيك من العيوب و هي
أيضاً إنسانة لها من الرغبات .. فسدد و قارب و لا تفسد حياتك بوهم الحياة الوردية .