عفريت في مصر !!
التروماي
في عام 1897 وفي حفله كبيره ظهر الاختراع العجيب ” الترمواي ” في محافظه الاسكندريه
و تم تسيير اول ترمواي كهربائي في مصر وفي افريقيا كلها بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني ،
وفي حضور الجماهير وكانت المراسم ان تسير خمس عربات في احداهم الخديوي وتجوب شوارع الاسكندريه كلها
حتي تستعرض هذه الوسيله الجديده للناس ، وفي الحقيقه تقبلته الاسكندريه وبدا بالفعل في نقل الركاب يوميا ،
في 5 إبريل 1893 تسلم مجلس النظار مذكرة من نظارة الأشغال العمومية بشأن مد خطوط ترمواي متعددة
في مدينة القاهرة لدراسة الأمر، وفي أغسطس 1893 أعلنت الحكومة المصرية عن رغبتها بمد خطوط للترمواي
في العاصمة ، وانشئ في القاهره 8 خطوط ترمواي ، وفي اغسطس 1896 بدأ الاحتفال بافتتاح خطوط الترمواي
في القاهره ، من الساعه العاشره صباحا بركوب ناظر الأشغال حسين فخري باشا وبرفقته كبار موظفي الدولة
وكبار الأعيان داخل إحدى العربات وبدأت الترمواي رحلتها الأولى من بولاق مارة بميدان العتبة حتى وصلت إلى القلعة.
خرج عزيزي قارئ موقع مقالات اهالي القاهره الي الشوارع حتي يشاهدوا الترمواي ويعرفوا ماهو ؟!! ،
هذا الاختراع لم يكن مألوفا لدي المصريين لا يسير بقوة الحيوان ولا الوقود ولا البخار ولا الفحم
بل يسير بالكهرباء التي كانت غير مالوفه ايضا عن بعض الناس ، وحين مر الترمواي في الشارع اخذ الناس
في الصراخ والاطفال تصرخ وتجري خلف عربات القطار احذروا العفريت ،
وهلع سكان القاهره من هذا المخلوق الذي يجوب الشوارع ، ارتبك الناس في الشوارع وهرب البعض ،
وفي اليوم التالي صدرت الصحف المصرية تتصدر عناوينها “العفريت يصل المحروسة”،
و”العفريت يسابق الريح”، وغيرها من العناوين التي تبين مدى انبهار المصريين بذلك الوافد الجديد.
واقيم الاحتفال الرسمي لافتتاح الترمواي في القاهره في 12 اغسطس 1896 وزينت الشوارع
وخرج الناس مره اخري لتشاهد العفريت فعلقت جريده المقطم في يوم 13 اغسطس علي هذا الحدث المثير
في هذه الحقبه
تعليق جريدة المقطم
” شهد أهل العاصمة أمس مشهدًا قلما شهد مثله أهالي الشرق، ولم يخطر على قلب بشر منذ مائة عام،
وهو أن تجري مركبات كبيرة تقل المئات من الناس، لا بقوة الخيل، ولا بقوة البخار، بل بالقوة الطبيعية
التي تسبق البرق والرعد، بقوة تتولد على شواكئ النيل من احتراق الفحم وإدارة الحديد أمام المغناطيس،
ثم تجري على أسلاك منصوبة في الهواء، والقضبان ممدودة في الأرض، فتدير عجلات المركبات،
وتجري على ما يراد من السرعة.. هذا هو الترمواي الكهربائي الذي احتفل أمس بتسييره في العاصمة من بولاق
إلى القلعة، احتفالاً باهرًا. فما أزفت الساعة الرابعة من بعد الظهر حتى غصت ساحة العتبة الخضراء بالمدعوين
من الأمراء والعظماء، وكبار الموظفين والأعيان وفي مقدمتهم النظار ومحافظ العاصمة وقناصل الدول
ورجال القضاء.. وكانت عربات الترمواي واقفة صفوفًا في تلك الساعة ثم سارت تباعًا إلى القلعة بين الجماهير
المتفرجين الذين انتشروا على جانبي الطريق مسرورين”.
سوء استعمال المصريين للتروماي
نتيجة استغراب المصريين من هذا الاختراع بدأ سقوط ضحايا بسبب سوء استعماله فقررت الشركه المسئوله
اصدار لائحه بنظام عملها ووقعت عليها الحكومه المصريه و اوضحت اهم بنود وقوانين سلامة الركاب
و نشرت اللائحه في جريدة ” الوقائع المصريه ” :
“أن كل محدث غوغاء أو سكران أو مصاب بعاهة تشمئز منها النفس يمنع من ركوب الترمواي،
كما لا يجوز وضع أي شيء على الخطوط أو تسلق العواميد المعدة للحركة الكهربائية، أو تعليق شيء عليها،
أو السير أمام العربات السائرة أو مرافقتها أو السير خلفها أو التعلق بها”.