الإمام الشافعي
اسمه هو أبوعبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن عدنان الشافعي
المطلبي القرشي، والشافعي اسمه اجتمع مع الرسول صلى الله عليه وسلم في اسمه عبد مناف بن قصي
وهو ابن عم النبي .
أمه اسمها فاطمة بنت عبدالله ،واختلف في موطنها و أصولها فمنهم من قال أنها علويه أي من نسل الامام
على بن أبى طالب وهذا القول يخالفه الإجماع، والقول الثاني و الأرجح أنها فاطمه بنت عبدالله الأزدية
اليمنية فكل ماذكر من الروايات قالت بأن أمه من الأزد وهو الصحيح .
مولده
اتفقت الروايات في سنة ميلاده وقيل لد الشافعي سنة ١٥٠هجرية، ولكن وقع خلاف في بلد مولده إلى ثلاث أقوال
منها انه ولد في غزه فعلى لسان محمد بن عبدالله بن عبد الحكم أنه قال :
قال لي الشافعي رضي الله عنه ” ولدت بغزة سنة خمسين بمعنى خمسين ومائه ، وحملت إلى مكة وانا ابن سنتين “
وقول بأنه ولد بعسقلان وقول بأنه ولد في اليمن.
كيف كانت لأمه تأثيرا في حياته العلمية
لا نستطع أن نلم بكل ما دار في حياته من دروس وعظات ولكن يمكننا أن نلقى بعضا من النظر إلى دور
أمه في تربيته لقد نشأ الشافعي في أسرة فقيرة كانت تعيش في فلسطين مات أبوه وهو صغير وانتقلت به
أمه إلى مكة حفاظا على نسبه الشريف ليتثقف بثقافتهم ويكون منهم .
ففي إحدى المرات كان المعلم يترك الشافعي صاحب الاربع سنوات ويعلم ابناء الأغنياء فذهب يشكوا حاله
لامه وهى لم تجد ما تعطيه للمعلم مثلما يفعل أبناء الأغنياء فقالت له أمه عندما يذهب استاذك ليعلم أبناء
الأغنياء فاجلس أنت بجانبهم فلا تضايق الولد الغنى ولا تشعره بأنك متطفل عليه واستمع إلى معلمك إلى أن
اصبح الشافعي يلقى الدرس للطلاب في حال غياب المعلم فلفت الشافعي انتباه معلمه وأثار إهتمامه به رغما
عنه ويقول الشافعي تعلمت شيئان من هذا الموقف وهما التذلل للعلم والأدب للمعلم.
وبذلك إستطاع الشافعي أن يحفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعة من عمره فنشأ محبا للعلم حتى أنه من شدة
فقره لم تجد أمه ما تعطيه له ليكتب عليه فكانت إذا تصدق عليها أحد تطلب منه أن تكون الصدقة ورق وقامت به
إلى ديوان الملك حيث يقوم المدون برمي الورق المستعمل فكانت تأخذه أمه وتعطيه للشافعي ليكتب عليه حتى انه كتب ع جلود الاغنام وعظامها فيحمله الشافعي على كتفه عندما يذهب إلى المدرسة كل ذلك وهو ابن السابعة حفظ القرآن كاملا ثم الاحاديث والتفسير في عمر ١٣ سنة من هنا يتضح ان دور الأم في صلاح الأبناء هام للغاية وحتى تبنى وتصنع شخصية القائد والقدوة في أفعاله وتصرفاته .
الإمام الشافعي وزيارته لابن حنبل
كقصة موسى والخضر في حياة الشافعي عند زيارته للإمام أحمد بن حنبل
حدث أنه ذات مره زار الإمام الشافعي الإمام أحمد بن حنبل في بيته وكان أحمد يعظم من الشافعي ويدعوا
له كثيرا ويذكره في بيته وكانت لأحمد ابنه صالحه فعندما زارهم الشافعي فرحت البنت حتى تترقب أفعاله
وتصرفاته لكن حدث ما لا يحمد في وجهة نظر البنت وصدمت من بعض أفعال الإمام الشافعي في بيتها وراحت
تسأل أبيها الإمام ابن حنبل يا أبتاه أهذا هو الشافعى ؟
أجابها : نعم يا ابنتي
فقالت له ما أزعجها من تصرف للإمام :
أنه عندما قدموا له العشاء أكل كثيرا ع غير ما سمعت
وأتى وقت صلاة القيام فقام الامام أحمد بن حنبل ولم يقم الشافعي فنام مستلق على ظهره
وأنه صلى الفجر ولم يتوضأ
فقالت : سمعتك تعظم الشافعي وما رأيت له هذه الليلة لا صلاة ولا ذكراً ولا وردا؟
فلما طلع النهار سأل الامام أحمد الشافعي عما حدث فرد عليه الشافعي وقال :
يا أبا محمد لقد أكلت كثيرا لأنني أعلم أن طعامكم حلال وأنك كريم وطعام الكريم دواء ، وطعام البخيل داء .
ولم أقم الليل لأنني عندما وضعت رأسي لأنام نظرت كأن أمامي الكتاب والسنة ففتح الله على بإثنتين وسبعين مسألة من علوم الفقه رتبتها في نفع المسلمين فحال ذلك بيني وبين أداء قيام الليل .
وصليت الفجر ولم أتوضأ لأنني بقيت طوال الليل يقظا فصليت بكم الفجر بوضوء العشاء فوالله ما نامت عيني حتى أجدد الوضوء .