تقوم فكرة التعليم الدولي في فنلندا على بناء مجتمع إنساني يتصف بالاهتمام العالمي،
إدراكاً منها لحاجة الإنسان للتعاون والتفاهم الدولي نظرت للتعليم بأنه الوسيلة الأساسية لتغذية التفكير النقدي؛
من أجل مواجهة تحديات العولمة، وتمكين الناس للتعامل مع المستويين المحلي والعالمي والمتصل بالتنمية
وإيجاد الحلول لمشاكل التنمية المستدامة والاحترام المتبادل بين الأجيال، وضرورة إتباع سياسة التعليم
على أساس مبدأ التعلم مدى الحياة الذي يُعطي معنى للمواطنة العالمية الجديدة، كما تنظر لنظام التعليم الدولي
باعتباره وسيلة هامة لنقل القيم والمعلومات والمهارات بين الثقافات المختلفة.
على ماذا يقوم التعليم الدولي في فنلندا ؟
ويستند التعاون الدولي في مجال التعليم في فنلندا على شراكات طويلة الأجل، والتي تسمح بعمليات دولية واسعة
ومتنوعة؛ فقد تم توقيع اتفاقات تعاون رسمية للتعليم الدولي بين فنلندا و جميع بلدان الشمال الأوروبي، وألمانيا،
وبريطانيا العظمى، وايرلندا، وهولندا، والنمسا، والصين، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية في المؤسسات
التعليمية والمؤسسات والجامعات في فنلندا.
ففي عام 2004 نظمت فنلندا ندوة إقليمية لليونسكو في سبتمبر 1997، وحلقة دراسية قدمت من خلالها توصيات
منها : ضرورة أن تدرج تعليم حقوق الإنسان في المدرسة والمناهج الدراسية وينبغي أن يتلقي المدرسون التدريب
الكافي في مجال حقوق الإنسان وأنتجت في ضوء ذلك خطة عمل وطنية، والتثقيف في مجال حقوق الإنسان
من خلال إدراج العناصر المرتبطة به في المناهج الدراسية كالتسامح والمساواة وعدم التميز بسبب الجنس،
أو العمر أو الحالة الصحية، أو الطبقة الاجتماعية أوالدين أو العرق والمساواة في مجال التعليم.
من يشرف على برنامج التعليم الدولي في فنلندا؟
ويشرف على برامج التربية الدولية في فنلندا مجلس التربية والتعليم (المجلس القومي للتعليم) التابع لوزارة التربية
والتعليم والثقافة الفنلندية وهو مسؤول عن تخطيط وتنسيق وإدارة وتطوير التعليم الدولي في فنلندا.
حيث يلعب دوراً هاماً في التعليم والتدريب لرصد الاتجاهات وتطوير عمليات قطاع التعليم،
والاعتراف بالمؤهلات، وتنسيق التبادل التعليمي الدولي لأنظمة وشبكات المعلومات، ويعمل على التبادل الدولي
لإنتاج المعلومات في نظام التعليم الفنلندي والحصول على معلومات عن بلدان أخرى لسياسة التعليم وصنع القرار،
ويسعى مجلس التربية والتعليم لتعزيز تدويل سياسة التعليم الفنلندية؛ لتدعم التعليم الفنلندي فقرر توفير دعم الخبراء،
وتبادل الطلاب، ومنح تسهيلات الدولة لمقدمي الخدمات التعليمية في المدارس والمؤسسات التعليمية للقيام بالأنشطة الدولية لتعزيز التعليم فضلاً عن نشوء العلاقات الدولية.
قامت فنلندا بوضع سياسة وطنية لتدويل التعليم فوضعت وزارة التربية والتعليم في فنلندا في بداية العقد الماضي برنامج لإرسال 5000 طالب من طلبة الجامعات للدراسة في الخارج سنويا ضمن برامج تدويل التعليم العالي وتقوم مؤسسات التعليم العالي الفنلندية بتكثيف جهودها لاستقبال عدد من الطلاب الدوليين للدراسة في فنلندا.
وقدمت فنلندا العديد من برامج التبادل الدولي على سبيل المثال، فتحت طالب التدفقات بين فنلندا والدول الأوروبية الأخرى، وتبادل الطلاب بين بلدان الشمال الأوروبي بواسطة برنامج NORDPLUS التي يرعاها المجلس الوزاري للشمال، وبرامج المبادلات بين الولايات المتحدة وفنلندا والتي بدأت في 1950 في إطار برنامج فولبرايت فقد قامت 12 جامعة من العشرين جامعة في فنلندا ببرامج التبادلات الدولية للطلاب، وكذلك برامج التبادلات مع كندا والمكسيك واستراليا وجمهورية كوريا واليابان من خلال برنامج التبادل المتعدد الأطراف للISEP التي بدأت في أواخر 1990.
أقرء الجزء الثاني من هنا