التعليم الدولي فى اليابان (2)
إن التعاون او التعليم الدولي والاستعارة من نظم التعليم الأجنبية، قد ارتبط بتنفيذ سياسة اليابان
التي وضحها المرسوم الإمبراطوري بنقل المعرفة، والسعي نحو تحصيلها في الإطار الدولي
في بداية العصر الميجي 1868 عصر التحديث، ففي عامي 1872-1873 بدأت أشهر البعثات الرسمية اليابانية
وأبعدها أثراً، ويطلق عليها بعثة (أيواكوراIwakura )، التي استمرت طوال العامين وضمت البعثة علماء
مثل (أيوا كورا، واوكوبو، وكيدو، وايتو)، ومعهم أكثر من أربعين قائداً من أشهر رجال الحكومة،
وكان مقصد هذه البعثة الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا. وقد عادت هذه البعثة إلى اليابان تحمل تقريراً مطولاً،
تؤكد فيه تخلف اليابان عن الحضارة الغربية وحاجتها إلى التعليم الدولي، والإطلاع على معرفة الغرب وعلومه.
كما قامت اليابان باستقدام الخبراء الألمان؛ وذلك لتنظيم الجامعات الجديدة والمدارس الطبية، كما استقدمت اليابان
الأمريكي “ديفيد موراي Murray ” في عام 1873، لإنشاء نظام حديث للتعليم، وهو أستاذ في جامعة
روتجرزRutgers الأمريكية..وقد عمل مديراً للتعليم لمدة خمس سنوات، في الفترة من 1873 إلى 1878.
وكان الدافع وراء جاذبية الحكومة اليابانية والمربين نحو الأنماط التعليمية الأجنبية لتعلم مصادر الحضارة الغربية ودراسة أفكار ونماذج من التعليم يتم تشكيلها لخدمة السياقات التعليمية اليابانية.
وبدأت أولى الخطوات نحو نظام المدرسة الغربي في عام 1872، وزادت معدلات معرفة القراءة والكتابة إلى الأمام ودراسة العلوم والهندسة والتكنولوجيا العسكرية من الغرب. فقبل بداية القرن 20 لعب نظام التعليم الحديث الذي كان يقود اليابان كلاعب رئيسي على الساحة العالمية. ومن الجدير بالذكر أن نظام التعليم في اليابان قد ركز على نموذج المنهج الدراسي الأمريكي، للاستفادة منه في نظام التعليم الياباني. وفي الوقت نفسه بدأ إرسال الطلاب اليابانيين إلى كل من إنجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف تعلم أسرار التكنولوجيا والإنتاج الغربي، كما بدأت دعوة الخبراء من الأجانب إلى اليابان، من أجل مساعدتها في إنشاء العديد من المعاهد والمؤسسات وشبكات السكك الحديدية، وتقديم طرق الزراعة الحديثة، وكتابة مواد الدستور الياباني أيضاً، كما طبقت وزارة التعليم – في هيكلة النظام التعليمي الحديث – نموذج الإدارة الفرنسي، واستعارة المنهج التربوي الأمريكي، وطبقت المبدأ القائل : ( قلدوا الغرب ثم اسبقوه ).