ليلي مراد هي من اشهر فناني الابيض واسود ، الزمن الجميل ، صاحبة الصوب الملائكي والعينين الفاتنتين ،
فتاة احلام العديد من رجال فتره العشرينات والثلاثينات وما بعدها ،
نشأة ليلي مراد
ولدت ليلى مراد عام 1918 من أب يهودي يدعى زكي مراد هاجر مع أسرته من المغرب إلى مصر
وكان مطرباً معروفاً وعندما ضاق به الحال قرر السفر إلى أمريكا لإقامة بعض الحفلات تاركاً أسرته الكبيرة
دون مورد رزق، وطالت الرحلة حتى اضطرت زوجته لبيع عفش البيت وإخراج الأبناء من المدارس الاجنبية
التي يدرسون بها لعدم قدرتها على دفع المصاريف مما تسبب في حزن ليلى حيث اضطرت للعمل في
مدرسة للخياطة للإنفاق على أسرتها وبعدها اشترت ماكينة خياطة بالتقسيط وإعتبرت نفسها المسؤولة عن أمها واخوتها .
عانت الاسره كثيرا في غياب الاب وعدم تحمله المسئوليه وبالاخص ليلي التي تحملت المسؤوليه ،
ثم فجاه يعود الاب مفلسا دون قرش واحد ، بل عاد بديونه ،وكانه اضاف عبئا فقط علي ليلي ،
بداية مشوارها الفني
حين عودة الاب الي مصر وجد جمهوره لم يتذكره ولكن صدفة استمع الي ليلى وهي تدندن في المنزل
فقرر استغلال صوتها الذي اعتبره راس مال لمشروع عمره ، رغم سنها الصغير ذهب بها لعبد الوهاب
الذي يعجب بصوتها. وطلب من أبيها ان يهتم بموهبة ابنته ويحسنها ، فيعلمها العود ويحفظها الأغاني
ثم يقيم لها حفلاً على مسرح يوسف وهبي وكان عمرها أربعة عشر سنة وينجح الحفل
ويسافر الأب بإبنته إلى المحافظات لتغني في الأفراح والحفلات
ويستمر ذلك لخمس سنوات وبعدها غنت ليلى مراد في الإذاعة المصرية وأصبح لها جمهورها واسطواناتها.
في عام 1937 وقع عبد الوهاب في ورطه كبيره بسبب اعتذار الفنانه ام كلثوم كوكب الشرق عن مشاركته
البطوله في فيلم ” يحيا الحب ” ، فتذكرها عبد الوهاب واعطاها دور البطوله امامه في هذا الفيلم
وغنت اغنيات الفيلم كامله ، كان ظهور ليلي للجمهور كانه صدمه بسبب جمالها وجمال صوتها
واكتمال موهبتها في التمثيل ايضا ،وقعت ليلي في حب دبلوماسي من عائلة ثرية وتعيش معه أجمل قصة حب
غير معلنة ولكن العائلة تشترط أن تعتزل ليلى الفن وترفض ليلى فعشقها للفن أهم من عشق قلبها
فضلاً عن مسؤوليتها عن أسرتها، وتخفي ليلى أحزانها وتنشغل بعملها وتفاجأ ذات يوم بدعوة شخصية من الملك لزيارته في القصر.
علاقتها بـانور وجدي
في نفس الوقت الذي علا فيه نجم ليلي مراد كان انور وجدي يشق طريقه نحو النجوميه ويحصل علي ادوار كامله
ويصبح بطل من ابطال السينما المصريه بل ومنتجا ومخرجا ثم تعرفا علي بعضهم في فيلم ساهم في انتاجه واخراجه
” ليلي بنت الفقراء ” ، وقعت ليلي في حب انور وجدي جان السينما حينها ،وإنتهى الأمر بزواجهما عام 1945
خلال سنوات زواجهما مثلت ليلى مع أنور سبع أفلام رسخت شهرتها وشهرة أنور الذي صار فتى الشاشة الأول
وتبدأ المشاكل الحقيقية في حياة ليلى بزواجها من أنور الذي كان يرفض قيامها بالتمثيل في أفلام ليست من إنتاجه
ووصل الأمر لحد الصدام العنيف والطلاق ولكن أولاد الحلال كانوا يعيدون المياه لمجاريها بينهما،
وكان أنور يستغل زواجه من ليلى وطلاقهما في الدعاية لأفلامه.
في عام 1948 قامت دولة اسرائيل ، حاول الكثير من مؤسسي الحركات الصهيونيه واثرياء مصر اليهود اقناع ليلي
للسفر الي اسرائيل ارض الميعاد حتي تساعد وطنها ولتجذب كل يهود الشرق الاوسط من محبيها للهجره
لكنها رفضت وقابلت الامر برفض بالغ الغضب لانها انسانه مصريه ولدت في ارض مصر بالاسكندريه
ولن تغادر موطنها مصر حتي بعد موتها ، لكن المفاجأه وصدمة عمرها هي بعد طلاقها من انور وجدي ،
خرج للصحافه والاوساط الفنيه وعلل الطلاق انه رفض ان يظل مرتبط بليلي التي كانت انسانه يهوديه تكره مصر
وتساعد الجيش الاسرائيلي وتعطيه اموالا ، وكان للاشاعة دوى القنبلة فقد استقبلها الناس في ذهول
وأصابهم الغضب الشديد ووصل الأمر إلى منع إذاعة اغانيها ولم يعد أحد يطلبها في السينما..
أما أنور عزيزي قارئ موقع مقالات فقد داهمه مرض السرطان بشدة ولم يعد أي علاج قادراً على شفائه
وبدا عليه الندم على كل ما اقترفه من خطايا كان سببها نشأته الفقيرة ورغبته في الشهرة والمال،
وفي أيامه الأخيرة يستدعي أنور ليلى وهو على فراش الموت ويطلب منها أن تسامحه
فقد تسبب لها في الكثير من الالام، ويموت بعدها بأيام وبكت ليلى طويلاً رغم ما جرى بينهما.
اعتزال ليلي مراد الفن
وهكذا تضاعفت أحزان ليلى وقررت إعتزال الغناء والسينما والعيش بعيداً عن الأضواء والشهرة
وتفرغت لأسرتها بعد زواجها من فطين عبد الوهاب وانجابها منه رافضة كل المحاولات التي بذلت لإعادتها للفن
فقد وجدت في حياتها العائلية وابنيها ما هو أجل من أي شيء آخر في الدنيا.
مؤخرا سعي بعض الفنانين الي القيام بمسلسل تليفزيوني يمجد ذكري هذه الفنانه ولكن لم يحظي بنسبه مشاهدين كبيره ولا اراء ايجابيه من النقاد لان حياه ليلي مراد ووطنيتها لم يقدر العمل علي تغطيتها وبلورتها في الصوره المكتمله ،
المسلسل كان بطولة : صفاء سلطان – أحمد فلوكس – أحمد راتب – عزت أبو عوف – عبد العزيز مخيون .. و آخرون ،قصة ــ صالح مرسي
سيناريو و حوار ــ مجدي صابر ،اخراج ــ محمد زهير ، انتاج ــ روتانا خليجية