بحيرة النار
اعتقاد المصري القديم في الجنة
اعتقد المصريين القدماء بالجنة والنار فالجنة كانت تمثل بحدائق (الايارو) حقول (اوزير) والنار تمثل بـ بحيرة النار والتي كانت تسمى (سج)
اما الجنة في نظرهم كانت عبارة عن أنهار ماء تجرى باللون الأزرق وبينها حقول (أوزير) وزرع
وبها عيون ماء مختلفة الألوان ويقوم المتوفى بالإبحار بحريه فى هذه الأنهار بمركب صغير يحمله وحده.
وفى بعض المناظر تكون زوجته خلفه فى حقول (أوزير) وهنا تشابه مابين حدائق( الايارو)
وبين ما جاء في كتب الله تعالي:
﴿ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
وكما صور المصري القديم فى حدائق (الايارو) يمثل المتوفي وهو جالس أمام مائدة القرابين يأكل ويشرب من الطعام
والفواكه والمشروبات وصور منها (الخبز– البيرة- البصل– اللحم– الخس– البط– الإوز) ومن الفواكه (الرُمان ـ العنب ـ التين).
وكما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالي : ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ
لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ﴾(محمد:15).
اعتقاد المصري القديم في النار
وكما اعتقد المصرى القديم فى الجنة للأبرار، فقد أعتقد أيضًا فى النار أو الجحيم للأشرار،
ولقد أطلق عليها اسم (سج) ومعناها فى اللغة المصرية القديمة (النار)،
وقد تخيلها المصرى القديم كما وردت على أوراق البردى بكتاب الموتى التعويذة
ونجد أن كلمة (سج) باللغة المصرية القديمة، قريبة الشبه بمراد فها باللغة العربية (سجيل) آحد اسماء جهنم..
وكانت عزيزي قارئ موقع مقالات عبارة عن بحيرة باللون الأحمر يلقى فيها الأشرار فتحرق أجسادهم،
وسر تمثيلها بالبحيرة حتى لا يستطيع الآثم الخروج منها بسهولة. وتحاط هذه البحيرة بسور أسود سميك،
ليس له مدخل أو مخرج مغلق تمامًا.
فالداخل إليها مفقود وليس له سبيل للخروج منها، ويحيط بها من الخارج عشرة ثعابين من ثعابين الكبرا القاتلة
والغرض منها الآثم الذى يحاول النجاة من بحيرة النار. وفى الأربعة أركان لهذه البحيرة نجد ثمان أو أربعة قرود
قابعة على الكرسى لحراسة هذه البحيرة أو الجحيم لمنع الآثمين من الفرار ونجد فى بعض المناظر قرد واحد
لكل ركن أو قردان وفى النهاية على الأربع جوانب من النار نجد علامة (سج) ومعناها النار.
وفى منتصف البحيرة نجد جثث الآثمين محروقة، وقد أصبح لونها أسود.
مقتطفات من كتاب الخروج الى النهار
جاء فى الفصل السابع عشر من كتاب الخروج الى النهار
ان من يحاول أن يعبر بحيرة النار و هو غير طاهر فانه
سيسقط فيها و سيمزق جسده طعنات الخناجر التى بداخلها.
فقد كانت بحيرة النار تشكل خطرا كبيرا على الأرواح الغير طاهرة
فبمجرد مرورهم بها سيشعرون بآلام تشبه الى حد كبير آلام التعرض للطعنات
و فكرة نار الجحيم ان هى الا رمز للنور الالهى و تأثيره على الروح الغير طاهرة التى كانت (و ما زالت) تفضل الظلمة على النور .
أما الروح الطاهرة فانها لا تشعر بأى آلام عند مرورها ببحيرة النار ,
و انما تمر بسلام و تقوم النار بتحويل تلك الروح الى كائن أرقى عن طريق تطهيرها مما علق بها من عالم الأرض.
جاء فى الفصل 126 من كتاب الخروج الى النهار :-
يا حراس بحيرة النور (القرود)
يا من تحيون فى الماعت (النظام الكونى)
يا من تكرهون الخداع
اغسلونى مما علق بى من الزيف و الخداع
اشفوا الجراح التى أصابتنى من عالم الأرض
طهرونى من كل ما علق بى من الدنس.
وقد ورد العديد من تصوير الجحيم أو النار فى كثير من البرديات ومناظر المقابر،
وإن اختلفت التفاصيل إلا أن المضمون والأصل فيها واحد، ألا وهو تصوير حرق الآثمين فى بحيرة النار ،
مقيدة أذرعهم وفى بعض المناظر فى وضع مقلوب.
وهنا وقفة مع المصرى القديم، فنحن نجد أن هناك تشابهًا كبيرًا بين معتقدات المصرى القديم وما ورد فى الرسالات
السماوية عن البعث والحياة والجنة والنار، رغم أن المسيحية والإسلام بدأت حوالى بعد 332 عامًا و 940 عامًا
بعد انتهاء الحضارة المصرية.
مما يجعلنا دائما نتسائل هل الديانات السماوية اصلها ماخوذ من ديانات المصري القديم..؟؟