إن العالم ــ وخاصة عالمنا العربي ــ في أمس الحاجة اليوم إلى التعاون الدولي،
الذي يعد ضرورة أساسية للتعايش على سطح كوكب واحد،
وذلك لما أحرز في القرن العشرين من تقدم خارق في مجالات الإنجاز العلمي والتكنولوجي،
ولذا فإن نظم التربية والتعليم على كافة مستوياتها بحاجه ماسة إلى إعداد الشباب لمواجهة هذه التغيرات، وقبول التحديات التي يطرحها العلم والتكنولوجيا.
حيث تعيش البشرية اليوم عصر عالمية التفكير، وعالمية العلم والمعرفة، وعالمية الأزمات والإنجازات، وعالمية الحقوق والواجبات، وعالمية الطموحات وعالمية القيم الإنسانية،
الأمر الذي يتطلب توعية الأجيال بأننا نشترك في عالم واحد ومستقبل واحد،
وعليه يجب أن نتعلم كيف نفكر عالمياً ونعمل محلياً ،
وهذا يؤكد الحاجة العالم إلى المواطن العالمي الذي يتحمل قدرا من المسئولية تجاه المتغيرات والمشكلات العالمية.
ومن هذا المنطلق، فإن مصر في ظل منظومة دولية لها قواعدها الخاصة،
لا يمكنها أن تقف بمعزل عما يحدث في هذه المنظومة،
وهذا يتطلب بدوره ضرورة أن يعكس التعليم المصري المتغيرات العالمية، ويواكب عصر الوحدة الأوروبية.
ويشهد العالم اليوم عملاً متزايداً ونشاطاً متسعاً للمؤسسات التربوية الدولية والإقليمية والوطنية،
يترجم عن اتجاه متنامي نحو إعطاء التنشئة التربوية مكانتها في صنع مستقبل البشرية،
وبهذا يعد التعليم سبيلاً ضرورياً للتنمية ومحاربة التخلف والفقر.
وعلينا في مواجهة تلك التحديات الدولية أن نقدم قوانا الإبداعية لنضع الأفكار اللازمة لذلك،
ولن يتأتى هذا إلا من خلال التنمية الفكرية ،والاهتمام بالمستقبل، وبناء علاقات أفضل بين الأمم.
وهنا يتجلي دور التربية والتعليم في مواجهة المتغيرات العالمية،
وذلك من خلال تعزيز التربية من أجل التفاهم الدولي كما ذكر في موقع ويكيبيديا، وتحسينها في مواجهة التطورات التي حدثت في مختلف أنحاء العالم،
والسبيل إلى ذلك هو إيجاد إنسان النهضة الجديدة، والذي يتصف بالعلم الواسع والتسامح، والاهتمام بمختلف الثقافات، والقدرة على فهم المشكلات،
حيث لا يمكن لأي دولة مهما كان نظامها التعليمي أن تنأى عن أحداث الكوكب ، وتتفاعل معه، وتتجاوب مع مستحدثاته.
ولقد أبدت مصر اهتماماً كبيراً بالتربية من أجل التفاهم الدولي فعملت علي إدخال مفاهيم التربية الدولية داخل المناهج التعليمية المختلفة،
وحرصت علي متابعة المؤتمرات العلمية التي تعقدها اليونسكو في مجال التربية الدولية .