اتركوهم يبدعون
أشعر أننا نعاني من ازدواجية في التعبير عن أفعالنا بمعني أننا حينما نتحدث عما يحدث لنا من أحداث نعيشها يوميا
أو عشناها أمس أو أول أمس لاحظت أننا يسقط منا بعضا من الأحداث …
ففي سردنا لأحداث اليوم نتغاضي أحيانا عن أشياء كنا نتمني ألا نفعلها وحينما نحكي لأولادنا عن مراحل طفولتنا
دائما نظهر لهم الجوانب الايجابية فقط وكأننا أطفال ليس لنا مثيل في الاجتهاد والانضباط والتفوق
وقفت عند سرد إحدي صديقاتي كانت تجلس معي بالنادي وهي تقص لأبنائها أمجادها وهي طفلة صغيرة
شعرت أني لاأعرفها مع أنها صديقتي منذ زمن فقد كنا سويا ندرس في مدرسة واحدة منذ مرحلة رياض الاطفال
حتي الثانوية العامة ولم نفترق إلا في الجامعة
التحقت بكلية الآداب نظرا لميولي الأدبية وليس المجموع أما هي فقد التحقت بحقوق انتساب بسبب المجموع
شردت حينما سمعتها تتحدث عن نجاحها وكيف سخفت من تقيمات ابنتها وطالبتها بالمزيد من النجاح والتفوق
وقالت لها “_بالنص _لم اكن في مستواك ضحكت في نفسي وقلت :نعم إن ياسمين ماشاء الله عليها تقديراتها امتياز
دائما مش مصيبة انها نزلت لجيد في الرياضيات لماذا نريد دائما المثالية ونحن فشلنا في الوصول اليها من قبل ؟
لماذا تنغني ونتشدق بها امام ابنائنا ؟هل نطالبهم بانجاز ما فشلنا في عمله ؟! ام انها الانانية نريد الوصول بهم للافضل
ونعالج عجزنا عن الوصول اليه بتحويلها لعقد نجترها بلا شعور ونحن نتعامل معهم
في المقابل سألني ابني محمد امي هل كنت دائما وابداً من المتفوقين ؟ اجبت:ما التفوق من وجهة نظرك؟
قال :بدون تفكير ان اكون الاول دائما اجبت:وهل العشرة الاوائل ليسوا منهم قال: لكنني اولهم
اجبت :ان تقهقرت واصبح ترتيبك الثاني ام الثالث ام العاشر مثلا ألست منهم
اجاب: ان كان ترتيبي العاشر فأنا بلاشك منهم لكن لماذا اضع نفسي في المرتبة العاشرة وانا اولهم
قلت: بني كنت دائما وابداً من المتفوقين ايا كان ترتيبي فكنت منهم قال: امي ألست القائلة :
لايجب ان نرضي بالقليل من العلم بما اننا نستطيع الوصول للاحسن اجبت:اكيد ،لكن بلا تعقيد
قال :امي كم احبك فأنا فهمت الدرس اليوم وهو الا ادعي مكانة علمية لم اصل اليها والا احتقر من هم دوني في المنزلة لعلهم عند الله افضل مني
اجبت :احسنت بني ولكن لاتنس لايجب ان نرض بالقليل وفي امكاننا تحصيل الكثير تأملت من حولي وانا معهم
وسألت نفسي هل كان ينبغي ان اقص علي ابني بطولات خيالية كما يفعل غيري هل من الصواب المصالحة مع النفس
ام من التحفيز ان اقص عليهم خيال لا يستطيعون تحقيقه!
لماذا نطمع ونطمح ان يحقق ابناءنا ما عجزنا عن انجازه لماذا نكبلهم بأعباء لا طاقة لهم بها ؟
لماذا نطالبهم ان يعيشونا لا هم ؟ هل هذا عدل؟!!! ندعي محبتهم ونحن نقيدهم بطموحاتنا
الم يأن ان نتركهم يحيون كما يريدون ونحن علينا التوجيه والتنشئة!
الم يأن لهم ان يعيشوا احلامهم هم لا احلامنا كل من يكبل اولاده عناء تحقيق طموحاته يقتل فيهم الاستقلالية
ويجعلهم يحييون بازدواجية عانينا نحن منها فلماذا نجعلهم يعانوا ونحول المدرسة او ممارسة الرياضة لعبء ثقيل
لامتعة وتخييل لدي ابنائنا اتمني ان انشيء رابطة اتركوهم يبدعون
اطفالنا فلذات اكبادنا يهربون من الضغوط والاعباء لعالم خيالي افتراضي يملي عليهم ما لايحمد عقباه اكرر اتركوهم يبدعون يستفزني ايضا ان اجد اما تنهر ابنها وتطلب منه الا يبكي
لأن البكاء لم يخلق له الرجال وتزجره وتقول له انت لست بنتاً لماذا ؟الا يتألم الرجل ؟!
هل نقتل فيهم المشاعر هل هذه تربية ام ارهاب اتمني ان نتركهم يبدعون عقولهم مستنيرة هم الامل
ولا امل في غد يرهب فيه الاطفال آباء وامهات المستقبل اتمني ان نتوقف ونعاملهم علي انهم مبدعون
فهم احباب الله يسيرون علي الارض ولنتذكر سويا اسامة بن زيد الذي تحمل مسئولية جيش وهو في السابعة عشر
من عمره ارجوكم لا تحبطوهم ولا تكلفوهم فوق طاقتهم اعلم انكم تحبونهم ولكن بطموحاتكم لا ترهقوهم اتركوهم يبدعون .