كثير من الآباء والأمهات ينزعجون كلما وجدوا أطفالهم يمسكون أي شيء باليد اليسرى ويحاولون مرارًا وتكرارًا الضغط عليهم وهم يعتقدون أنهم بذلك يصلحون شيئًا فاسدًا وكأن من يظهر عليه علامات زيادة قدرة اليد اليسرى يفعل جرمًا دينيًا واعتقادًا منهم أنه بذلك يخالف تعاليم الدين الإسلامي من حيث فضل استخدام اليد اليمنى متناسين أنها قدرة الخالق أن يخلق أناس يستطيعون الكتابة بكلتا اليدين ومنهم من تكون كله مراكزه في الجهة اليسرى عن اليمنى والعكس ومنهم من يولد وقلبه في اليمين ومنهم من يولد بكلته في الحوض مثلًا إنها قدرة الله وله في ذلك شؤون. القراءة والاضطلاع والعلم أفضل من اتباع ضلال الجهل والفساد.
ومن حيث التعريف فإن الطفل العسراوي هو الذي حباه الله بقدرته الجسدية ومراكز القدرة عنده كلها في الجهة اليسرى عن اليمنى وهذا من حيث اليد والقدم والعين والأعصاب. حيث يكون نصفه الأيمن من الدماغ أقل قوة عن الشمال أي بعكس الإنسان العادي.
يلاحظ الأهل أن طفلهم عسراوي من خلال اللعب والتقاط الأشياء والكتابة ومع ذكر فإن الأطباء يرون أن أنسب فترة تحدد ما إذا كان الطفل عسراويًا هي بعد تمام الخمس سنواتٍ ذلك لأن المخ يكون قد اكتمل من حيث النمو.
وللأسف يظن الأهل أنهم بإصرارهم على أن يستخدم الطفل اليمنى عن اليسرى أنهم يعملون على مصلحته والحقيقة أنهم يضروه كأن يطلب منا نحن مثلًا الكتابة باليسرى! مما يسبب له الارتباك والضعف وقلة الثقة بالنفس وكذلك متاعب جسمانية وعصبية وذهنية هو في غنى عنها بالقناعة والرضا والعلم بما خلقه الله عليه. كما أنه ينبغى التنبيه في المدرسة أن يترك الطفل على طبيعته دونما أي تدخل من أي شخص كان كي لا تهتز ثقته بنفسه على حد السواء كي لا يكون ذلك تهديدًا له بالتأخر الدراسي والتربوي التعليمي.