يومياتي مع حياتي (ليـلــو) 13
تعالي معايا..
فعلا بدأت أصر ان ليلو تيجي معايا في كل مكان ينفع آخدها فيه حتى لو كان المكان ده الغرفة المجاورة..ما بحبهاش تبعد عني أو أكون مش شايفه ايه اللي بتعمله أو ايه اللي بتتلقاه..كل مدخل هايدخل لدماغها هايكون عبارة عن بصمة في عقلها الباطن تنعكس فيما بعد على كل تصرفاتها واعتقاداتها.. طبعا شعوري بالخوف تجاه هذا الشيء بيخليني أفكر ألف مرة قبل ما أحول التلفاز أو أقول كلمة ليها أو لغيرها قصادها..بجد التربية دي مش حاجة سهلة أبدا.. اتعودنا أنا وليلو زيارة ماما سومة اليومية كل صباح (نانا زي ما ليلو بتقول).. كانت الزيارة دي زيارة من نوع خاص..وزي ماقولنا تواصل الأجيال عبر جسور زمنية في أحقاب مختلفة هو أرقى أنواع التواصل..
ويبدأ سيناريو الصباح:
حبيبتي صباح الخير..
الجملة المعتادة من ذاك الوجه المبتسم والملئ بالحب والعطاء..يتبعه حضن كبير بين ليلو وماما سومه وبعدها ندخل غرفة المعيشة عندي..
ماما ايه رأيك أعملك كوباية نسكافيه معايا؟
لا بلاش اتعبك
(وكالعادة لازم اتحايل شويتين) مانا هاعمل لنفسي أصلا يا ماما أعملك معايا
أصل أنا بس هاسلم وأمشي على طول
يا ستي وراكي ايه يعني .. روحي عن نفسك شوية وبعد كده انزلي يا ماما براحتك
(ماشي بس نص معلقة سكر واعملية بلبن والنبي يا رشا وبلاش تتقلية أوي عشان الضغط) ..بعد ماقولت الجملة دي ماما ضحكت أوي وقالتلي حفظتي أهو..
أيوة حفظت خلاص..بس خللي حبيبتك معاكي بقى عشان هتعيط على بال ما أجهز النسكافيه..
كثيرا ما أنظر الى هذه السيدة الجميلة وأدعو لها بجميل الدعاء..انها صورة للسيدة المصرية الحمولة..التي تحتمل لأجل الآخر ما لا يطيقه الآخرون حتى وان كان ذلك سيجور على حساباتها وما لها من امور..فهي ترى سعادتها في سعادة من حولها..ليس لها مطالب شخصية ولا ترى أهمية لاقتناء أشياء باهظة أو أملاك وأطيان..وما أعمية ذلك ولأحد من أسرتي مطلب غير ملبى..
كنت أعلم أن وجودي ووجود ليلو هو المتنفس الحقيقي لها والمهرب من كم المسؤوليات الملقاة على عاتقها والتي علقت بشباكها ولم يعد لها مهرب منها على الاطلاق..
النسكافيه جهز يا ماما..ايه ده بقى ليلو على رجلك وسرحانه!! مالك ؟!!