كان يوما مميزا بالنسبة لي ذاك الذي أخذت فيه حبيبتي على عاتقها محاولة المشي مستندة الى أثاثات المنزل..كنت أنظر اليها وفي خاطري تجول أفكار وأفكار..ولكني كنت مبتهجة للغاية وأحاول أن أبث بها روح المغامرة والاقدام على فعل الأشياء دون خوف..بالفعل مانزرعه اليوم في نفوس أطفالنا وعلى مدار سنوات وسنوات نجنيه في صور متعددة..
نعم لقد قررت اليوم أن أبدأ بنفسي..من اليوم لا صوت مرتفع ولا ألفاظ ذات مدلول يساء فهمه..فمن اليوم وصاعد ستجمع صغيرتي في جعبتها كل ما يقال وكل حركة وسكنه..فلا أستطيع لومها اذا عبرت بشكل ما لم يرق لي..فكل ما ستقوم به هو استدعاء لكل ما قد اجتهدت وجمعته بداخلها..
ااااه يا ليلو..المهمة مش سهلة بجد وأمك خائفة ولكن عزاؤها أن خوفها ايجابي..خوف سيدفعها للتغيير..
ايه رأيك يا ليلو نخرج شويه؟ يللا بينااا
أخذت صغيرتي وتوجهنا كالعادة للسوق التجاري المغلق حيث أقوم بتعريفها على معطيات العالم وأرى استجابتها له..كنت دائما اتفحص أفعالها وردود أفعالها..كما أنني وبصراحة مللت المكوث في المنزل للغاية..
ليلو احنا اتمشينا كتير أهو يللا نروح نقعد عشان مامي نفسها تشرب الموكا بتاعتها..
وما أن جلست وجاءت الموكا وليلو هانم اشتغلت عياط..
(يا بنتي مش هاعرف أقوم دلوقتي..يا سااااااتر) قلتها وانا كلي احراج من الناس اللي بدؤا تقريبا يحسوا اني خاطفاها..
بص لو سمحت هاروح اجيبلها أكل من الصيدلية اللي هنا في المول بس وهاسيب شنطتي حتى..دقايق وراجعه
ولا يهمك يا فندم حضرتك زبونة المكان وهاحجز الترابيزة نفسها لحد حضرتك ما ترجعي..
وياريت تسخنلي الموكا تاني على بال ما أرجع..انت عارف بحبها سخنه جدا..
تؤمريني يا فندم..
أقل كلمة كان ممكن أوصف بيها شعوري هو اني هانتحر
من الغيظ..كان باين علىوشي بجد اني اتخنقت لدرجة ان ليلو ضحكت ورفعت حواجبها في
نظرة فيها شوية قلق..فطبعا مت على نفسي من الضحك وحضنتها عشان أطمنها..