الحب في زمن الثورة
قال لها : أتشاهدين حلقات باسم يوسف
ردت بتلقائية : طبعا
فأردف بانفعال : وتستمعين لما يقول .. ولا تخجلين .. أنا أعتذر .. حقا أعتذر
كانت تلك نهاية الحكاية التي لم تبدأ بعد … بين شاب من تيار الإسلام السياسي , إلا انه يدعي أنه ليس منهم ..
هو محب لهم فقط على حسب قوله .. لكنه متفق تمام الاتفاق مع سياستهم ومبادئهم .
هي فتاه ليبرالية … لم تنكر ذلك منذ البداية .. التي نتجت عن شجار ناشب من اختلاف في وجهات النظر السياسية ..
و نبت التعارف و اتفقا ألا يخوضا معا حديثا في السياسة مرة أخرى وإن خاضا فلن يكن ذلك سببا لأن يفسد للود
قضية .. ولكن .. أهل هذا يعقل ؟
أصبحت الأسرة تتكون بحسب الانتماءات السياسية .. فلن يدخل الإخواني بيته امرأة ليبرالية
وكذلك تسأل الفتاة خطيبها قبل أي شيء كنت مع أم ضد الثورة ؟؟
و إن شابه الأمر المذاهب الدينية عند المسيحيين فلا يصح لكاسوليك أن يتزوج بروتوستانت أو أرسوذوكس مثلا …
أن عند المسلمين أن مسلمة سنة تتزوج مسلم شيعي أو العكس ..
فلقد أباح الله للمسلمين الرجال الزواج من أهل الكتاب .. إلا أنَّا ابتدعنا شرعا جديدا شرعا سياسيا وليس دينيا ..
فأصبح مصير العلاقات محددا بالتيار السياسي المنتمي إليه كلاهما .. مما شابه أحدهم الذي ترك خطيبته
حيث اكتشف أنها زمالكاوية مثلا وهو على ملة الأهلي مجازا طبعا ..
ومن العجب أساسا أن أسرنا التي نشأنا بها ربما تجمع جميع الأطياف السياسية في آن واحد وكل منا اختار
مرشحه السياسي المفضل حسب أهوائه و انتمائاته إلا أن الأسرة المستحدثة يجب أن تكون من فصيل واحد
حتى نتجنب الحرائق و الإشتباكات و الإعتصامات لا سمح الله في محيط غرفة الجلوس …….