نظرية نشوء الحب
نظرية نشوء الحب
الحب بضم الحاء شعور غامض كبقية المشاعر الانسانية التي احتار العلم و الادب في شرحها سببا او نتيجة ،
ويرجع سبب ذلك قصور العقل الانساني عن استيعاب القيمة المعنوية و ادراك القيم بدون دليل مادي محسوس .
ولكن كل شعور انساني يرتبط ارتباطا وثيقا بحدث او مجموعة وقائع في كتب البشرية المقدسة ،
و هذه القصص الميتافيزيقية في معظم الاحيان هي تجسيد لنوع من الشعور ،
و ما اقرب الشعور بالحب كدليل على ذلك .
قد يقول قائل الحب غير موجود ، وان اي ولد و بنت في ظروف تقاربية معينة سيقعان في شباك الغريزة و العادة
و يحولان الى طاووسين يظهران محاسنهما و مواطن جمالهما و يتفننان في التجمل و التزين لجذب انظار بعضيهما ،
و ان تسلسل الاحداث بعد ذلك مما يدعوه الناس بمظاهر الحب كالاشتياق و اللوعة و اللهفة
ما هي الا نتيجة تعودهما على بعضيهما و على الحصول على مردود نفسي مريح و محرك
و مولد للنشاط و الطموح و الامل ، كذلك المظاهر الجسدية التي تختلجهما
هي فقط تعبير ظاهري عن تفاعلات كيميائية و بتغيرات هرمونية بحته .
النظرية المقترحة مبنية على حدث قراني و هو نثر ذرية بني ادم من ظهره في المشهد الالهي
حين اشهد الله كل منا على نفسه و اعمله ، في ذلك الحدث وقفت جموع البشرية امام خالقها قبل الخلق بقدرته سبحانه و تعالى ،
تلك الجموع تراصت في تراتب معين حسب الحقب الزمنية و التوزيع الجغرافي في قربها و بعدها عن بعض ،
فالارواح التي وجدت اقرب لبعضها تكون اكثر ميلا و تجانسا ، فكلما كانتا الروحان اقرب في ذلك المشهد
كلما زاد احتمال تعلقها ، وهنا ينشأ الحب بينهما ، و يتبقى فقط عامل بيئي مقدر للقاء بينهما ،
و هذا يثبت ان الحب موجود باشكاله المختلفة ،
وهذه النظرية تفسر ايضا تلك الحالات المحيرة للحب من اول نظره و القبول
و التهافت و الاشتياق كما ذكر ابن حزم في طوق الحمامه .