معادلة الزواج مشاعر لا حقوق
الصراعات المادية في الزواج
إنتشرت الأقاويل و بدأت المعارك بل أصبحت المعارك في أشدها ليعلن كل فريق انتصاره علي غريمه بل
و ليدفع عن خصمه أي حق أو أي واجب و للأسف هذه الحرب القائمة طرفيها من المفترض أن بينهم ميثاق
من الله و عهد و وعد بل و جعل الرابط بينهم المودة و الرحمة قيمتان معنويتان الاصل فيها الشعور و النبض
و سبحان الله تجد الخلاف دائر علي ما هو مادي و كل طرف يحاول أن يدير دفة الصراع لصالحه و لكن
لو نظروا لقول الله تعالي
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ “_ الروم
لعلموا أن هذا ليس صراعا أصلا بل علاقة تكامل لا يمكن أن تكن قائمة علي فكرة الحقوق و الواجبات وحدها”
و أن كانت تلك الحقوق و الواجبات قائمة” لكن يتم الرجوع إليها عندما تتداخل المساحات و تتشابك الأفهام لكن
لا لتكن هي وثيقة التعامل الأصلية و لا المبدأ الذي تدور عليه الحياة اليومية.
حياة الأسرة المسلمة
هذا لي و هذا لك ، هذا حقي و هذا حقك هذه ليست حياة الأسرة المسلمة التي وصي بها الرسول صلي الله عليه
و سلم و نجد هذا في وصية الرسول صلي الله عليه و سلم الزوجة علي زوجها فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، أي الناس أعظم حقًّا على المرأة؟ قال: “زوجها”، قلت: فأي الناس أعظم حقًّا على الرجل؟
قال: “أمه”. رواه البزار، والحاكم بإسناد حسن.
لا تنظر لمتن الكلمات بل لدوافعها و ما بين سطورها كم يود الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم لأن تنتبه
الزوجة لقيمة الزوج في حياتها و لدورها في احتواءه و كفايته نفسيا و روحيا و جسديا و بالتاكيد لهذه الرعاية
و هذه السكني التي تؤمنها الزوجة لزوجها مقابل بل و أجر عظيم .
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاءت امرأة (وهي أسماء بنت يزيد الأنصارية) إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا، أجروا،
وإن قتلوا، كانوا أحياء عند ربهم يرزقون. ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: “أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج، واعترافًا بحقه، يعدل ذلك كله، وقليل منكنّ من يفعله
رواه البزار، والطبراني.
ميثاق الزواج
و انظر ايضا لميثاق الزواج الذي يريده أن يكون الرسول صلي الله عليه و سلم بين الأزواج المسلمين
فقد روى الترمذي، وابن ماجه، والحاكم عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض، دخلت الجنة.
فهو كأنه يجعل رباط الزوجية وسيلة الجنة و باب لها و بالتاكيد لا يكون هذه الطاعة و هذه المودة من الزوجة
و لا نجد وصية للطرف الاخر و هو الزوج
قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول
عن رعيته” متفق عليه.
و غيره ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي وهو صحيح.
و غيرها و غيرها من احاديث الرسول صلي الله عليه و سلم التي تضع قواعد العلاقة الإنسانية بين الزوجين
و ستجد غالبها أن لم يكن كلها يتكلم عن المشاعر و الألفة من إحتواء و تكامل بل و رضي حتي عن العيوب
“لا يفرك أي لا يكره مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر” رواه أحمد وهو صحيح.
و كأنه يظهر لنا اننا سنجد عيبا بالتأكيد و أنه يجب علينا تجاوزه فالحياة السعيدة قائمة علي هذا التغافل و التغافر
و أن الأصل فيها سلامة النفوس بين الزوجين و القبول و الود بينهما لا معادلة” حقي وحقك ”