ظهر ذلك الاتجاه الحديث نسبياً لدى النساء من العرب والمصريين، بإجراء عملية “تجميد البويضات” والتي تسعى بها المرأة للحفاظ على حقها في الانجاب، ولكن في السن الذي تستطيع فيه ذلك؛ لأسباب تتعلق بمرض خطير، أو انشغال، أو قلة فرص الزواج. وللعملية آثار إيجابية تتعلق بنسبة كبيرة بالمرحلة العمرية التي يتم فيها التجميد، وكذلك تلك المرحلة التي تقوم فيها المرأة بإذابة البويضات؛ من أجل تخصيبها وحدوث الإنجاب.
ما هي عملية تجميد البويضات ؟
- تُعرف عملية تجميد البويضات بأنها” تحفيز جسم المرأة على إنتاج أكبر عدد من البويضات، واستخراجها، وحفظها بالتجميد، لحين رغبتها في تلقيح هذه البويضات من زوجها بحيوانات منوية، ثم زرعها مرة أخرى بالرحم والإنجاب في المرحلة التي تناسبها، لأسباب صحية أو دينية”.
ما هي أسباب إجراء عملية تجميد البويضات ؟
- تتعلق عملية تجميد البويضات بأسباب معينة، وهي :
- رغبة المرأة في الحفاظ على حقها في الإنجاب بعد الزواج؛ لتأخر سن الزواج.
- الانشغال بالعمل أو الدراسة، والرغبة في التفرغ للانجاب والتربية بعد التخصيب والولادة.
- الإصابة بمرض السرطان، والذي يؤثر بالسلب على عملية الانجاب بسبب كثرة التعرض للعلاج الكيميائي، والذي يؤثر بالسلب على خصوبة المرأة.
- في حالة عدم قدرة الزوج على إنتاج حيوانات منوية بشكل كبير، تلجأ المرأة لتجميد البويضات حتى الاستعانة بها، للتخصيب والإنجاب.
- عند اكتشاف تاريخ وراثي من تكرار حالات “انقطاع الطمث في سن مبكر”، يُحق للمرأة عمل تجميد للبويضات.
ما نسبة نجاح تجميد البويضات ؟
- تتعلق نسبة نجاح عملية تجميد البويضات، بالمرحلة العمرية التي يتم فيها استخراج البويضات من جسم المرأة لتجميدها، والمرحلة العمرية التي يتم فيها إذابة البويضات، وتلقيحها بالحيوانات المنوية.
- وعليه، فقد أثبتت الدراسات الحديثة زيادة فرصة الحمل والانجاب بما يقرب من نسبة 31.5 % للبويضات المجمدة في سن الخامسة والعشرين.
- في حين تقترب النسبة من 25.9% لتلك التي تم تجميدها في عمر الثلاثين.
- وتصل نسبة نجاح الحمل إلى 19.3 % لتلك البويضات المجمدة في سن الخامسة والثلاثين، بينما تصل إلى 14.8% للبويضات المجمدة في سن الأربعين.
ما هي آلية العملية ؟
- في البداية، تُعرض المرأة لـ”تحفيز البويضات” أو تنشيط أكبر عدد ممكن، لاستخراج البويضات؛ وذلك عن طريق استخدام الحقن بهرمون الـ”GnRH” والمنشط لانتاج الغدد التناسلية؛ حيث أنه الأكثر أماناً.
- وبعد التخدير، يتم الدفع بإبرة عبر المهبل، لاستخراج البويضات، والتي يمكن هو استخراج ما يقرب من 15 بويضة في المرة الواحدة، وهو المُعدل الأفضل دائماً لضمان زيادة فرصة الإنجاب فيما بعد.
- يتم بعدها مباشرة تجميد البويضات التي تم استخراجها، بإحدي الطريقتين: التزجيج، أو التبريد البطي، والطريقة المستخدمة في الغالب هي التزجيج أو حفظ البويضات في خلية شبيهة بالزجاج، يتم تجميدها فيما بعد في درجات حرارة متفق عليها دولياً
- في حالة الرغبة بالإنجاب، يتم استخراج البويضات، بإذابتها وحقنها بواسطة أخصائي أجنة بالحيوانات المنوية للزوج، لمساعدة البويضات حينئذ على الحقن المجهري.
- ومن ثم يتم زراعة هذه البويضات المخصبة في رحم الأم، لتنمو في إطار طبيعي، وتساعد المرأة على الحمل والولادة في التوقيت الذي تريده.
ما هي أضرار عملية تجميد البويضات ؟
- رغم الآليات المفروضة لحماية المرأة من المخاطر المتوقعة أثناء إجراء عملية تجميد البويضات، إلا أن هناك بعض المخاطر المتوقعة، لحدوث هذه العملية، وهي :
- الشعور بالألم الشديد في البطن، نتيجة انتفاخ المبايض، والذي من الممكن أن يتطور إلى نزيف، أو حُمي.
- كما أن من الأعراض التي تعرض لها المرأة بعد إجراء عملية التجميد : إكتساب الوزن، وصعوبة التبول.
- ورغم ندرة هذه الأعراض، إلا أن الحيطة والحذر بإجراء الفحوصات التي تؤكد صحة الجسم، وقدرته على تحمل هذه العملية، بالإضافة إلى تهيئة الجسم لإجراء عملية تجميد البويضات يجنب حدوث الكثير من التوابع الغير مُرضية، سواء أثناء الجراحة، أو فيما بعد الانتهاء منها.
ما هو موقف دار الإفتاء بالنسبة لها؟
- أصدرت دار الإفتاء المصرية، بعد إنتشار أحد الفيديوهات التي توثق تجربة إحدى الفتيات مع عملية تجميد البويضات، فتوى بجواز إجراء العملية شرعاً، ووفقاً لشروط معينة، وهي:
- أولاً : أن تتم عملية التخصيب بين “زوجين” هذا بالنسبة الي العلاقة بين الزوجين .
- ثانياً : ألا يتم تعريض البويضات المجمدة للتلقيح في حالات الوفاة، أو الطلاق، وغيرها.
- ثالثاً : أن يتم ضمان حفظ البويضات المُجمدة، والبويضات الملقحة، تحت رقابة أمنية مشددة؛ لحفظها من الاختلاط عمداً أو سهواً.
- رابعاً : ألا يتم وضع البويضات المٌلقحة في رحم غير رحم صاحبتها، لا بالتبرع ولا بالتعويض.
- خامساً : إجراء ما ينبغي من فحوصات، للتأكد من عدم تعرض الجنين فيما بعد لأية تشوهات، أو عيوب ناجمة عن هذه العملية ، أو التلقيح المجهري.