افتقدت الكتابه جدا
افتقادي للكتابه ده شعور اول مره احس بيه بصراحه وبكل وضوح ، من فتره مكنتش بحاول اكتب مع انها من اهم هواياتي ، لكن بدأت اكتب ، والحقيقه اني كنت بتأثر جدا بالموضوعات اللي بكتب فيها ، حاجه كده مش عارفه اوصفها ازاي ، انك تكون عين بتشوف موقف او مشهد معين وتترجمه في حروف ، كأنك ” لينك ” او رابط خفي بين الواقع والحروف ،
محستش بقيمة الرابط ده او وجوده حتي وانا بكتب ، لكن حياتي انشغلت جدا الايام اللي امتنعت فيها عن الكتابه ،لأن مفيش وقت وفي ضغط فحياتي ،
الغريب بئه إني احس ان نفسي اكتب باشتياق شديد ، وبشوف موقف معين وابدأ اتفاعل معاه ، واحددله عنوان و اتخيل تفاصيله اللي مشوفتهاش ، و ابدأ ادخل فالمشهد ده بخيالي واحط نفسي مكان كل طرف في المشهد وللاسف مكتبوش ،
عيني نظرتها اختلفت جدا للمواقف اللي حواليا ، وفنفس الوقت مش بنقله في ورقه اقصد في مقاله طبعا ،
سمعت قبل كده ان المشاعر لو اتكتبت بتموت ، المشاعر مش بتعيش بعد كده الا من خلال الورقه اللي كتبت فيها ، هتفضل ذاكرتك عن موقف معين او مشهد شوفته او تجربه عشتها او حتي مشاعر حسيتها هي الورقه والكلمات اللي فيها ، وده فعلا صحيح مئه في المئه ،
لكن تجربة الكتابه فنفس الوقت بتفرغ طاقه ، بتعرض مشهد بطريقه معينه وفنفس الوقت بتكون بتكتبه كما لو كنت بتحكي الموقف لشخص حي واللي هو طبعا ” القارئ ” ، اي نعم الموقف بيموت فذاكرتك و تفاصيله ممكن تتمحي وتقتصر علي كلماتك و خيالك ، لكن فنفس الوقت في اشخاص بيقروا كلماتك وبيعيشوا فيها كأنهم كانوا موجودين وشايفين بعينك ،
ده اللي انا حسيته فالفتره دي فعلا ، حسيت اني ممكن اكون كونت رابط مع شخص ما ، بيقرا مقال كتبته حتي ولو عن طريق الصدفه ، وفجأه الرابط ده حصل فيه قطع او اتوقف تفعيله ، واتحول من افتقاد الكتابه والكلمات لافتقاد التواصل في حد ذاته او افتقاد عرض الامور من وجهة نظرك ،
مره صلاح جاهين عم الادب العامي قال في الاذاعه جمله لذيذه جدا ، قال انه لو عاش في حب او في مشاعر معينه وعاوزها تفضل فقلبه ، بيحاول ميكتبهاش لكن للاسف مبيقدرش يمنع نفسه من الكتابه عنها ،
فبيقرر انه يكتبها ويقطع الورق ويرميه لمجرد انه طمع في مشاعره اللي حسها عشان تعيش ، وفي نفس الوقت طمع في الاحساس بالرابط اللي بينه وبين الورقه والقلم والقارئ .