يوم ميلادي
فى هذا الشهر وبالتحديد فى 12 يكون يوم ميلادي واكون قد اتممت عامى 27 ولكنى
لا ادرى هل افرح ام احزن على ضياع سنه اخرى من عمرى فمن المعروف ان الناس
يقولون فى مثل ذلك اليوم كل عام وانتى بخير ولكنهم . لا اعلم ان كانو يدركون انه عام
اخر مر من عمرى وقد خسرت سنه اخرى من حياتى على هذا الكوكب ام انهم يحاولون
النسيان وعدم التذكر .
اوقات كثيره تمر بى انا ووالدتى وتتذكر يوم ولادتى فتسرح بخيالها وزكرياتها واجد تقص
على يوم ميلادى فتقول لى كنت فى ذلك اليوم بعد ان استيقظت من نومى انا واخوتك قد
قررنا ان نذهب الى بيت جدك كى نقضى اليوم هناك وبالفعل قمنا وجهزنا انفسنا كأى يوم
عادى ولم اكن اشعر بأى نوع من انواع الالم او اعراض الميلاد ولقد كنت قد بدات شهرى
التاسع منذ اسبوع واحد ووقتها لم تكن هذه العمليات القيصريه منتشره مثل هذه الايام فقد
كنا ننتظر حتى نهاية شهرنا تماما بعد ان لبسنا انا واخوتك وذهبنا الى بيت جدك قمت
ووالدتى نحضر طعام الافطار واخذنا نتحدث كثيرا ونضحك وبعد ان افطرنا قررت ان
اذهب قليلا لبعض الاقارب
وبالفعل ذهبت الى بيت عمى ومكثت هناك لبعض الوقت ولم اكن احس بأى شئ على
الاطلاق وفجأة وبدون اى مقدمات شعرت بألام شديده جدا فى ظهرى وبطنى ولم اتمكن من
الحركه وكل ما كنت اقوم به الصراخ والبكاء فقط فأخذتنى زوجة عمى وقامت بتمديدى
على السرير وارسلت فى طلب امى وانا لم اكن اقوى فإن الام الميلاد صعبة للغايه.
ثم تضحك قليلا وتقول لى فى شئ من المرح *طول عمرك وانتى مغلبانى من يوم ميلادك*
ونظل نضحك سويا ثم اطلب منها ان تكمل لى الحديث .
فتقول جاءت امى ورأتنى وانا ابكى وأتألم وقالت لاخى ان يذهب ويأتى بداية كانت
بالجوار فإن الطبيب لكى يأتى سوف يأخذ وقتا طويلا ونحن ايضا فى مكان بعيد عن
المدينه وبالفعل ذهب اخى ولكنهم حينما جاءو كنت انا قد ولدتك بالفعل ؟ نعم لقد
رزقت بكى فمن شده المى وصراخى لم احس الا وانتى بين ارجلى وامى تأتى بمقص
تقطع الحبل السرى واسمع صراخك بأذنى لقد رزقت بطفله هل هى جميله يا امى
فتقول لى وهى تضحك *وهتطلع وحشه لمين *
ثم تشرد ببذهنها وارى الدموع فى اعينها وتقول لى اننى ادعو الله فى كل سجدة لى
ان ارى احفادى منكى يا حبيبتى وان تشرعى بطعم ولذة الاولاد فأبكى وأقول لها
ان الله هو الرزاق وسوف يرزقنى ان شاء الله بزوج صالح . ولكن اتدرون ان ايام
طفولتى كانت اجمل بكثير من هذه الايام فإن الاطفال لايحملون هموم شئ ولا يفكرون
سوى فى اللعب والمرح وليس هناك ما يعكر مزاجهم سوى لعبه لم تأتى لهم بها اما
الان فإننى احمل من الهموم الكثير ويملأ قلبى هم كبير فلا ادرى هل افرح بيوم ميلادى
ام احزن به فإننى ومع كل هذا العمر لم افعل شئ افخر به فى حياتى كلها فإنها حياه
روتينيه للغايه ليس بها ما يبهج .
نعم ان العمر يجرى بنا دون ان نحسب له حساب او نفعل ما يرضى الله عز وجل علينا كى نقابله ونحن مطمأنين فقولوا لى .
هل افرح بـ يوم ميلادي ام احزن؟